يصادف اليوم، الثالث من ديسمبر، اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. هذا اليوم عينته الأمم المتحدة عام 1992 تحت شعار "يوم للجميع" وهدفت من ورائه إلى زيادة الوعي بأن الإعاقة هي جزء طبيعي من حالات الإنسان، وتعريف المجتمع بذوي الاحتياجات الخاصة والحقوق التي يجب أن يكفلها لهم المجتمع، ومن أهمها العيش بشكل طبيعي والانخراط بكل أنواع النشاطات دون أي نوع من أنواع التمييز ضدهم.
النقاط الرئيسية
- يوجد في أستراليا 4.4 مليون شخص لديه إعاقة
- الأمم المتحدة تقول إن أكثر من مليار شخص حول العالم لديهم إعاقة
- عائلة عربية في أستراليا تقول إنه لا داعٍ للخجل من الإعاقة
وتقول منظمة الامم المتحدة أن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من أحد أشكال الإعاقة، أي ما يوازي 15% من سكان العالم، وأن هذا الرقم من المتوقع أن يرتفع في السنوات القادمة. وتختلف التجارب باختلاف المجتمعات. وتختلف درجة الحرمان والمعاناة التي يعاني منها كل شخص اعتمادًا على الرعاية الطبية والمجتمعية والحكومية التي يحصل عليها.
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 1 من بين كل ستة أستراليين لديه إعاقة ما، أو ما يزيد على 4 ملايين أسترالي.
وسواء أكانت الإعاقة مرضا عقليا، أو فقدان أحد الأطراف، أو مرضا دائما، أو حالة جينية نادرة، فكلها لها تحدياتها الخاصة، ومواقف مسبقة ونمطية في المجتمع على ذوي الإعاقة التعامل معها. لكن كل واحد من هؤلاء لديه قصة مميزة وصفات فريدة، وحياة تستحق الاحتفال بها.
ومن هؤلاء الشاب "جون بول" ملحم، الذي وُلد ولديه حالة نادرة جعلته يعاني من قصر البصر ومشاكل صحية أخرى، لكن ذلك لم يُثنِه عن القيام بأشياء كثيرة، والاستمتاع بالحياة العادية، وذلك لم يكن ليحصل لولا وجود والدين أصرا على أن حالة "جون بول" يجب أن لا تكون عائقا أمام إعطائه أفضل الفرص في الحياة.
وفي حديث مع العائلة قال الوالد السيد نعيم ملحم في حديث مع SBS Arabic24 إن الأمر كان صعبا عندما أخبرهم الأطباء أن طفلهم يعاني من حالة نادرة "حتى أن الأطباء لم يكونوا يعرفون كيف ستؤثر عليه بالتحديد".

السيدة سوزان ملحم وابنها جون بول وزوجها السيد نعيم ملحم Source: N Melhem
ويضيف السيد نعيم ملحم "كنا نراه ولدا عاديا، كغيره من الأطفال، ولا زلنا نتعامل معه بهذا الشكل".
ومن التحديات التي واجهت العائلة أن حالة "جون بول" أخذت بالتفاقم مع الأيام والسنوات "فأصبح عنده مرض السكري وهو في الرابعة من عمره، ثم بدأ يفقد بصره وهو في الخامسة، إلى أن فقد بصره بنسبة 90% عندما أصبح في الثانية عشرة من العمر".
ويقول "جون بول" إنه يذهب إلى مدرسة متخصصة الآن حيث يعلمونه مهارات تمكنه من العمل. وقال:
أستراليا تساعد كثيرا من الناس، وتعاملهم باحترام، وهذا شيء جيد جدا، وأنا فخور جدا.
وعلى الرغم من إعاقة "جون بول" فإن العائلة لم تشعر بأي خجل أو حرج من ذلك، فكان قرارها بأن يشارك ابنها في كل النشاطات والمناسبات الاجتماعية ضمن الجالية العربية وفي المجتمع الأوسع، حيث أن الوالد السيد نعيم ملحم هو من الشخصيات المعروفة والاجتماعية في أستراليا. فلقد شغل منصب عمدة بلدية داندينوغ الكبرى، وهو الآن مدير لأحد فروع البنك العربي في أستراليا، ورئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الأسترالية في ولاية فيكتوريا.
ويقول "جون بول" إنه يشعر بأنه محبوب جدا والجميع يتعامل معه باحترام ومحبة وترحيب وهذا ما يجعله "فخورا". ويقدم "جون بول" الذي يبلغ 20 عاما من العمر الآن نصيحة للأهل الذين لديهم ولد ذو إعاقة بالقول:
تعاملوا معهم بشكل عادي وحاولوا أن تعطوهم كل الفرص في الحياة
أما والدة "جون بول" السيدة سوزان ملحم فتقول إن الأمر كان بمثابة "صدمة في أول الأمر لكننا تعاملنا معه بشكل عادي، وهذا ما أعطى ابننا الثقة".
وأضافت "وجود الإيمان مهم جدا، الرب ساعدنا على تخطي هذا الشيء، ووجود الناس ومحبة الناس ساعدتنا أيضا".
كما وعبرت السيدة سوزان عن امتنانها لوجودها في أستراليا "أشكر ربي أنه في هذا البلد يوجد الكثير من المساعدة لذوي الإعاقة، وللأهل أيضا، وهذا ما يعطي الأمل".
أما عن أصعب اللحظات فيقول السيد نعيم ملحم أنه شعر بالحزن كثيرا عندما أصبح "جون بول" في الثامنة عشرة من عمره وأراد أن يحصل على رخصة لقيادة السيارة، لكن ضعف نظره لم يمكنه من تحقيق ذلك.
استمعوا إلى اللقاء مع العائلة في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.




