أعلنت حكومة ولاية فيكتوريا، بقيادة رئيسة الحكومة جانسينتا ألان، عن نيتها تقديم مشروع قانون تحت اسم “Adult Time for Violent Crime”، والذي يقضي بمحاكمة بعض القُصّر البالغين 14 سنة فأكثر في محاكم البالغين بدلًا من محاكم الأطفال.
ويسعى القانون إلى رفع الحد الأقصى لعقوبة بعض الجرائم العنيفة، مثل اقتحام المنازل وسرقة السيارات، إلى السجن مدى الحياة في حال إدانة القاصر.
ويشمل القانون المقترح أيضًا جرائم أخرى مثل التسبب في إصابات عمدًا في حالات عنف شديد، بما في ذلك الهجمات بأسلحة مثل الساطور، والسطو المسلح. وفي الوقت الحالي، يقتصر الحد الأقصى لعقوبة أي جريمة في محاكم الأطفال على ثلاث سنوات فقط.
وأكدت الحكومة أن هذه التغييرات ضرورية لحماية المجتمع ومنح الضحايا العدالة التي يستحقونها، ووصفتها رئيسة الحكومة بأنها رد على “جرائم عنف متكررة”، مشددة على
من الضروري أن يمتلك النظام القضائي السلطة الكاملة للتعامل مع هذه الجرائم بجدية.رئيسة حكومة ولاية فيكتوريا جاسينتا آلان
كما أشارت الحكومة إلى أن المبادئ التقليدية لمحاكم الأطفال، والتي تعتبر السجن “آخر طريقة يلجأ إليها القضاة”، ستُلغى في هذا السياق.
لكن هذا المشروع لم يمرّ دون معارضة. فقد عبّرت هيئات حقوق الإنسان في فيكتوريا عن قلقها من أن فرض أحكام سجن على الأطفال كما لو كانوا بالغين يُعرض حقوقهم الأساسية للخطر، لا سيما أنهم في مراحل نمو حساسة. كما حذر خبراء العدالة الجنائية من أن هذا التوجه قد يكون “رد فعل سريع سياسيًا” أكثر من كونه استراتيجية قائمة على الأدلة، مشيرين إلى أن السجن المبكر قد يؤدي إلى دورة متجددة من الجريمة بدلاً من إصلاح حقيقي.
في حال تم تنفيذ هذا القانون، سيكون هناك خطر إضافي وهو اختلاط الطفل أو القاصر بمجتمع السجون، وهو مجتمع عنيف ما سيوثر على نموهالخبيرة في المرافقة النفسية د. رنا طيارة
وفي هذا السياق، أوضحت الخبيرة في المرافقة النفسية، رنا طيارة، أن “في حال تم تنفيذ هذا القانون، سيكون هناك خطر إضافي وهو اختلاط الطفل أو القاصر بمجتمع السجون، وهو مجتمع عنيف ما سيوثر على نموه”.
وأشارت إلى أن المنظمة الأسترالية لحماية العائلات ومقرها ملبورن أصدرت دراسة مؤخراً تطرقت إلى الآثار السلبية للسجن، حيث من المحتمل أن يصبح الطفل أكثر عرضة لارتكاب جرائم مجدداً.
وأضافت طيارة أن “من الأسباب وراء انجراف الأطفال والقصر في اتجا العنف هو مشكلة الانتماء لدى هذه الفئة. لا يصل الطفل إلى مرحلة العنف الشديد فجأة، بل تتضمن الأسباب صدمات الطفولة والفقر والانقطاع عن المدرسة وغياب الدعم الأسري الفاعل”. وأكدت أن “هناك مشاكل بنيوية في أنظمة الرعاية الاجتماعية، ولا بد من التدخل المبكر ودعم الأسرة لتقوم بدورها في هذا الإطارز."
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.




