طالبت منظمات تدافع عن حقوق الأطفال وحقوق الإنسان الحكومة الأسترالية بالإسراع في التوصل إلى حل لقضية نساء أستراليات وأطفالهن عالقين في مخيمات في شمال شرق سوريا بعدما اعتقلتهم قوات كردية بعد سقوط تنظيم داعش في تلك المنطقة عام 2019.
- كان يوسف كغيره من الأطفال الأستراليين يذهب للمدرسة يلعب مع الأطفال ويستمتع بالرياضة في عطلة نهاية الأسبوع
- أخذه والداه مع أخوته عام 2015 إلى سوريا وكان في 11 من عمره
- فصل عن أمه عندما بلغ 12 من العمر ليسجن في سجن الحسكة بعد سقوط داعش عام 2019
- داعش هاجم السجن في 20 يناير 2022 ويعتقد أن يوسف أصيب في الهجوم
- خبيرة في دراسات الارهاب تدعو لإعادة الأطفال الأستراليين من سوريا ولمحاكمة المتورطين في القتال
جاء هذا بعد أنباء عن مقتل شاب أسترالي في السابعة عشرة من عمره يدعى يوسف ذهب في سوريا بعد إصابته بجروح عندما كان محتجزا مع آلاف من الأشخاص المشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش في سجن مدينة الحسكة المركزي (والمعروف أيضا بسجن غويران عندما هاجم التنظيم السجن في شهر يناير كانون الثاني الماضي في محاولة لتحرير مقاتليه.
أخاف أن أموت في أي لحظة
في ذلك الوقت أرسل يوسف تسجيلات صوتية لعائلته قال فيها إنه خاف من أن يموت في أي لحظة في وقت اشتدت فيه المعارك بين مقاتلي داعش وقوات كردية. ومن المرجح أنها كانت المرة الأخيرة التي عرفت عائلته عنه أي أخبار، ولا يعرف متى وكيف فارق الحياة، لكنه جُرح في الهجوم ويعتقد أنه توفي في السجن.
وبقي يوسف في سوريا منذ 2015 حينما ذهب إلى هناك مع والديه واخوته.
كان كأي طفل أسترالي نشأ في ضواحي سيدني
وأصدرت عائلته بيانا عبرت فيه مشاعر الحزن وقالت إنه "كان كأي طفل استرالي آخر نشأ في ضواحي سيدني الجنوبية الغربية، ودرس في مدارسها، ولعب مع أقرانه، واستمتع بالرياضة"، وأضاف البيان بأنه كان طفلا حنونا يحب الآخرين.
وقال البيان إن يوسف توسل الحكومة الأسترالية لكي تقدم له المساعدة، وأن الرعب في صوته كان واضحا.
وعبر بيان العائلة عن حزن وغضب وقال إن العائلة ليست على علم بأي جهود لدعمه أو رعايته أو الاستفسار عنه.
ولم تعلق الحكومة الأسترالية بعد على هذه الانباء.
وعبرت العائلة عن قلقها على ولدين آخرين موجودين في المخيمات، لأنهما سيبلغان سنا قد يتم فصلهما عن الأم.
وكان قد تم فصل يوسف عن والدته بعد سقوط تنظيم داعش لأنه كان فوق سن الثانية عشرة من العمر، وأرسل إلى قسم الأطفال في ذلك السجن بدون أي تهمة.
الحاجة ملحة لإعادة المدنيين العالقين في سوريا إلى بلدانهم
وتقول الدكتورة مريم فريدة، أستاذة مكافحة الإرهاب في جامعة ماكواري في سيدني في لقاء مع SBS Arabic24: "للأسف هذا شيء متوقع لأنه بعدما انسحبت القوات الامريكية لم تكن لدى القوات الكردية قدرة على حماية تلك المخيمات. والحاجة الآن ملحة للتوصل إلى حل لإعادة المدنيين إلى بلدانهم".
وذكرت الدكتورة فريدة إن هناك دولا أعادت مواطنين لها كانوا عالقين في المناطق التي كانت تسيطر عليها داعش لكن بنسب مختلفة.
"بريطانيا أعادت 4 من أصل 60 طفلا، فرنسا أعادت 35 من أصل 320 طفل وهذه أعداد ضئيلة، لكن هناك دولا أخرى مثل ألمانيا وفنلندا وبلجيكا أعادوا أعدادا أكبر، وهذا شيء إيجابي".

Children gather outside their tents, at al-Hol camp, which houses families of members of the Islamic State group, in Hasakeh province, Syria. Source: AP
الظروف صعبة وهناك أطفال مصابون ومرضى لكن دون علاج
وتقول منظمة Save the Children الأسترالية إن هناك 63 أستراليا في تلك المخيمات، من ضمنهم 40 طفلا.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة Mat Tinkler للأي بي سي، إن المنظمة أثارت هذه القضية مع الحكومة الأسترالية لأكثر من ثلاث سنوات.
وكان السيد Tinkler قد سافر إلى سوريا مؤخرا وزار المخيمات التي تضم النساء الاستراليات وأبناءهن. وقال إنه صُدم لما رآه من تأثير الظروف التي يعيشون فيها، والاصابات الناجمة عن الشظايا والأمراض التي لم يتم علاجها والتي يعاني منها أطفال أستراليون. وقال إن الإدارة المحلية التي تشرف على هذه المخيمات والحكومة الامريكية قد عرضتا المساعدة من أجل إخراج النساء والأطفال.
من جهتها تساءلت Letta Taylor الناطقة باسم منظمة Human Rights Watch في حديث مع الأي بي سي "كم معتقلا سيموت قبل أن تستردهم بلدانُهم إليها؟" وأضافت بأن المنظمة تأمل بلقاء قريب مع زيرة الشؤون الداخلية كلير أونيل من أجل إثارة هذه القضية معها.
واعتبرت الدكتور مريم فريدة أن على أستراليا واجب قانوني وأخلاقي للتوصل إلى حل هذه المسألة بوقت قريب.
"هناك بادرة أمل بالوصول إلى حل، فالمحكمة العليا ألغت الشهر الماضي قرارا كان يعطي لوزير الداخلية صلاحية نزع الجنسية الأسترالية عن أشخاص يعتبرون خطرا على أستراليا، كما وأن الحكومة تغيرت، وهذا يمكن أن يغير السياسات بشأن هذا الملف".
وتقول الدكتورة مريم فريدة إن على أستراليا أن تتعاطى مع حالة كل شخص على حدة.
"إذا كانوا مقاتلين يجب أن يحاكموا ويقضوا مدة سجنهم في أستراليا، كما يمكن أن يتم إعادة تأهليهم خلال فترة محكوميتهم، أما إذا لم يكونوا من المقاتلين فيمكن دمجهم مجددا في المجتمع ومساعدتهم لاستعادة حياتهم الطبيعية".
وتضيف: "هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة إلا إذا تحدثنا بشكل جدي عن كيفية إعادتهم وكيفية العمل على إعادة تأهيلهم في برامج مصممة لهذا الغرض".
ظروف ترقى لحالة التعذيب
وكانت الأمم المتحدة حذرت في تقرير لها في شهر نيسان ابريل من هذا العام من أن الظروف التي تحيط باعتقال الأستراليين في تلك المخيمات ترقى إلى ظروف تعذيب. وقال مندوب استراليا في الأمم المتحدة في حينه، إن الحكومة تراقب عن قرب الوضع هناك.
هجوم داعش على سجن الحسكة
في العشرين من شهر كانون الثاني/ يناير، هاجمت مجموعات تابعة لتنظيم "داعش"، سجن الصناعة الواقع في الجهة الجنوبية لمدينة الحسكة أقصى شمال شرق سورية، الهجوم الذي أستمر لقرابة تسعة أيام، أنتهى بمقتل العشرات من مقاتلي التنظيم ومعتقليه داخل السجن، إضافة لمقتل قرابة 140 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية وحامية السجن التابعة لها.
وبحسب بيان قوات سوريا الديمقراطية عن الحصيلة النهائية للهجوم، فقد بلغ عدد القتلى 117 من قوات "قسد"، 77 من حامية السجن و40 من المقاتلين، إضافة لمقتل أربعة مدنيين، بينما بلغ عدد قتلى التنظيم من المهاجمين والسجناء قرابة 374 شخصاً.
يضم سجن الصناعة أو سجن الحسكة المركزي، قرابة 3500 سجين من عناصر تنظيم "داعش"، وأكثر من 700 طفل مما يعرف "بأشبال الخلافة"، وهو ليس الوحيد بل هناك ما لا يقل عن عشرين سجناً آخر، مثل سجن عايد في الطبقة الذي يضم نحو ألف معتقل، وسجن الاحداث في الرقة ويضم نحو ألف وخمسمائة، وسجن علايا في القامشلي الذي يضم نحو ألف وخمسمائة، والسجن الأسود أو سجن ديريك، الذي يضم أخطر المطلوبين، ويقبع فيه نحو الفي سجين، وسجن الشدادي الذي يضم نحو ستمائة سجين، وعدد من السجون المحلية الأخرى.