كل أسبوع يتم تشخيص 20 طفلا في أستراليا بمرض السرطان. ولقد قامت جمعية Variety الخيرية للأطفال بتنظيم حملة لجمع التبرعات بعنوان Hair with Heart من أجل جمع المال والشعر الطبيعي لإفادة مرضى السرطان.
هبة قصوعة شاركت بهذه الحملة وتبرعت بواحد وأربعين سنتمترا من شعرها وجمعت 530 دولارا من أشخاص ساهموا بدعم مبادرتها.
وتقول هبة إنها قررت التبرع بشعرها عن طريق الصدفة وكان ذلك عندما شاهدت مقاطع مصورة على فيسبوك لبنات صغيرات بالسن يتبرعن بشعرهن لمرضى السرطان وبالأخص للمريضات الصغيرات. وقالت "تشجعت كثيرا من تلك الفتيات، مع أن شعري هو جزء من هويتي".
ويعود تاريخ جمعية Variety إلى عام 2007 عندما قام أبوان لطفلة فقدت شعرها بسبب مرض السرطان، بالبدء بحملة لجمع الشعر الطبيعي من أجل توفير الباروكات لمن يحتاجها علما أن كلفة الباروكة الواحدة كانت تصل إلى 7000 دولار.
وقد جمعت الحملة العام الماضي أكثر من مليون دولار ونصف، ودعمها حوالي 35 ألف أسترالي.
وتقول هبة قصوعة إنه كان صعبا عليها أن تطلب من الناس أن يتبرعوا بالمال دعما لها: "لا شك أن كل شخص فينا لامسه هذا المرض، وأنا لست من الأشخاص الذين يطلبون المال من الناس، وكان الأمر محرجا لي، لكن القضية كانت مهمة جدا، والأموال التي تجمع تساعد الأطفال المصابين بمرض السرطان، كأن يتم شراء كراس متحركة لهم مثلا".

هبة قصوعة وهبت شعرها لمساعدة مريضات السرطان Source: Heba Kassoua
ومعروف أن في أستراليا كثيرا من المبادرات الإنسانية والخيرية لدعم الذين يعانون من أمراض معينة، كالسكري أو القلب أو المشاكل النفسية. وتأتي هذه الحملة لتؤكد أن التكافل الاجتماعي يجعل من المجتمع الأسترالي مترابطا ومتميزا.
وتقول هبة قصوعة "كشعب أسترالي نحب القيام بعمل الخير، والمساعدة المعنوية كالتبرع بالدم مثلا يكون لها مردود نفسي جميل خاصة عندما تأتيك رسالة تشكرك على أنك أنقذت حياة"
هذه التبرعات لا تكلف شيئا لكنها تعطي الأمل وتنقذ حياة شخص ما
ولا تنكر هبة قصوعة أنها شعرت بالصدمة بعد أن قصت أكثر من 40 سنتمترا من شعرها التي اعتادت على أن يكون طويلا منذ سنوات وتقول: "لا أخفي أنني شعرت بالصدمة والخوف، لأن شعري جزء من شخصيتي، ومن هويتي، لكنني أذكّر نفسي دائما أن هناك فتاة صغيرة تشعر بالفرح بنفس القدر الذي أشعر فيه بالصدمة".
استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.




