القهوة من أكثر المشروبات انتشاراً في العالم، وهناك عادات كثيرة محببة لتحضيرها وتناولها. في جولة سريعة على عالمنا العربي نجد أن القهوة في مصر تُقدّم مع الـ "وش"، وهي طبقة متماسكة في أعلى الفنجان. من المهم أن يكون الـ "وش" ظاهراً في فنجان الضيف. وللمصريين مثلٌ شعبي يقول "دلق القهوة خير"، بمعنى لا بأس لو وقعت القهوة على الطاولة أو الفنجان عن غير قصد.
لدى اللبنانيين مَثَلٌ مشابه وهو "كَـب القهوة خير". والـ "وش" أو الـ "قشوة" كما يسميها اللبنانيون، مرغوبة جداً في لبنان أيضاً. وفي لبنان شيء يُعرف بالقهوة البيضاء وتكون خالية من الكافيين وتتكوّن من ماءٍ مغلي وماء زهر ونعناع وهال.
ويحب اللبنانيون والسوريون القهوة صباحاً بشكل خاص على صوت فيروز. ودعوة الناس المارة من أمام المنزل لشرب القهوة شائعة في سوريا ولبنان، وتُعتبر تكريماً للضيف. وفي سوريا تُقدم القهوة مرتين، مرة أول الجلسة وتسمّى قهوة الـ "أهلا وسهلا"، وفي آخر الزيارة وتسمّى قهوة "الله معكن".
في المغرب تُحضّر القهوة بطريقة مختلفة عن سائر الدول العربية وتتميّز برائحتها الزكية لما تحتويه من أعشاب، إذ يضاف إليها جوز الطيب والقرفة عيداناً وطحناً والزنجبيل. وفي السعودية هناك طقوس لتقديم القهوة تم توارثها عبر الأجيال، إذ تُقدَّم للضيوف وقوفاً، وتُمسك باليد اليسرى بينما يُقدَّم الفنجان باليد اليمنى. وفي عُمان تنتشر عادة هز الفنجان للدلالة على أن حامله يرغب بفنجان آخر.
وفيما يقال إن اليمن هي أولى الدول العربية التي عرفت القهوة قبل أن تنتشر في المنطقة وأفريقيا، فإنها ليست بهذه الشعبية في كل الدول العربية. ففي العراق لم تدخل سوى حديثاً وهي غير متجذرة في الوجدان أو الثقافة الشعبية والعادات والتقاليد، بل هناك الشاي، ملك الجلسات الجميلة والدردشات الحميمة.
أما العادة الأكثر شيوعاً على امتداد الوطن العربي فهي التبصير. هناك من يقول إنه يقرأ مستقبل شارب الفنجان من خلال الرسوم أو الأشكال التي تبقى في قعر الفنجان أو على جدرانه. ويرى هؤلاء المبصرون أن الكلب مثلاً يرمز لصديق مخلص، والزهرة تعني زواج شخص قريب، والبومة تدل على قرب وفاة أحد المقربين، والسمكة على مكسب أو رزق، والطائرة تبشر بوصول مسافر أو بالسفر.
هل تصدّقون مثل هذه القراءات أم أنها خرافات؟ هل حصلت معكم سوالف نادرة عن التبصير؟
عن هذا الموضوع نتحدث مع الدكتور علاء العوادي وهو معالج روحاني وخبير بالتبصير.