حلّ الجيش المصري في المركز التاسع على قائمة "أقوى جيوش العالم" لهذا العام والصادرة عن مؤسسة غلوبال فاير باور التي تصنف الجيوش اعتماداً على معايير عدة في محاولة لرسم صورة عن القدرة العسكرية للدول.
وتربّعت الولايات المتحدة على رأس القائمة تلتها روسيا والصين في المركزين الثاني والثالث على التوالي. وكان لافتاً تقدم مرتبة الجيش المصري بينما حلت إسرائيل في المركز 18 وإيران في المركز 14.
العميد المتقاعد في الجيش المصري والمقيم في أستراليا تادرس عزيز بدوي لم يستغرب من النتيجة التي حققها الجيش المصري لهذا العام وتحدث بالتفصيل عن المعايير التي تعتمدها المؤسسة في وضع قائمتها: "هنالك 50 معيار. ليست على الصعيد العسكري فحسب وانما تنظر في الجوانب الجغرافية والإدارية والمالية. تحتسب المؤسسة نقاطاً بناءً على وضع المطارات والموانئ والطرق التي تخدم المجهود الحربي وتستطلع معطيات القوة العسكرية برياً وبحرياً وجوياً."
ويصل تعداد القوات البرية في الجيش المصري إلى 920 ألف جندي، 420 ألف منهم في الخدمة حالياً وباقي العناصر ضمن قوات الاحتياط. وقفز عتاد سلاح الدبابات لدى مصر الى المركز الرابع عالمياً بعدما كان في المركز 14 العام الماضي حيث أحصت مؤسسة غلوبال فاير باور 4300 دبابة أي ضعف عددها العام الماضي.
ويرى بدوي أن حرص مصر على بناء القوات المسلحة على أسس قوية ليس بهدف الاعتداء على أي من دول الجوار وانما لحماية مسيرة التنمية والبناء التي انتهجتها البلاد: "الجيش القوي يسهم في خلق مناخ استثماري ملائم. أفضل ما يمكن فعله لتجنب الحرب هو أن تكون مستعداً للحرب."

Libya'da çatışmaların merkezinde şimdi en önemli petrol sahalarının bulunduğu Sirte kenti var. Source: AFP
وبالنظر إلى مراكز جيوش عربي أخرى، نجد الجيش العراقي في المركز 50 والسوري في المركز 55 والسوداني في المركز 76 أما السعودية فتمكن جيشها من التفوق على الجيش الإسرائيلي بحلوله في المركز السابع عشر.
من الملاحظ أن القائمة لا تقيم السلاح النووي الذي تمتلكه الكثير من الدول كإيران وإسرائيل وباكستان وتكتفي بالنظر في عوامل أخرى تتعلق بالعتاد العسكري وتعداد الجنود والجوانب اللوجستية لذا يميل البعض إلى الطعن في مدى مصداقية الترتيب وقدرته على إعطاء صورة واقعية عن قوة الردع التي تمتلكها الدول.
وعلى الرغم من المراكز المتقدمة لبعض الجيوش العربية على القائمة، يعتقد العميد بدوي أن قوة الدول العربية تستند على قدرتها على توحيد الجهود والتنسيق فيما بينها لتتمكن من تشكيل قوة رادعة: "لو بقيت الجيوش العربية في جزر منعزلة ستبقى القوة محصورة في يد جيوش بعينها دون أخرى."
وأشار بدوي إلى ضرورة تنويع مصادر الأسلحة وأشار إلى الصفقات التي أبرمها الجيش المصري مع فرنسا وألمانيا لتأمين حاجته من حاملات الطائرات الغواصات.
وفي الختام، تمنى بدوي على أستراليا أن تطور قواتها المسلحة لتحسن ترتيبها على صعيد العالم حيث احتلت المركز التاسع عشر في القائمة المذكورة. أفضل السبل لتحقيق ذلك وفق العميد المتقاعد تتم عبر التجنيد الاجباري لتتمكن البلاد من رفع عدد الجنود إضافة إلى ضرورة نشر الوعي العسكري من خلال المؤسسات العلمية: "من الجيد تشييد مدارس عسكرية سنوية يدرس يُعطى فيها الطلاب نبذة على الحياة العسكرية وتعلم أسس الانضباط وتشغيل الأسلحة."