اللحظات المروعة التي عاشها سكان لبنان خلال وبعد انفجار مرفأ بيروت حفرت في مخيلاتهم ومخيلات سكان العالم بأسرة.
وتكتسح صور وفيديوهات الانفجار وضحاياه وسائل التواصل الاجتماعي وكل منها ورائه قصة محزنة لاقت تعاطفا كبيرا في جميع أنحاء العالم.
صورة الممرضة باميلا زينون، 26 عاما، التي كانت تحمل فيها 3 أطفال رضع في أحد غرف مستشفى الروم المدمرة سماها الاعلام العربي والعالمي "وجه النكبة اللبنانية".
المصور اللبناني السيد بلال جاويش الذي التقط صورة باميلا بعد ان ذهب الى مكان الانفجار ليوثق أحداث الفاجعة بصور إنسانية تصف حال بلده وشعبه قال ان هذه الصورة أقوى الصور التي التقطها خلال مسيرته المهنية.
"كانت هذه الصورة واحدة من الـ 140 صورة التي التقطها وتوقفت عن التصوير بعدها لأمد يد العون للضحايا."
"صورة باميلا اختزلت واختصرت الحدث كله بإنسانيتها."
السيد جاويش يقول ان التقاط صور مليئة بالدماء وصور مآسي الناس لا يشعره بالفرحة. ولكن الصور التي يلتقطها هي بمثابة رسالة عن حقيقة الواقع الذي يعيشه لبنان الآن.

Bilal Marie Jawich Source: Bilal Marie Jawich Facebook
"باميلا بطله. ولم تكن بانتظاري لأقوم بالتقاط هذه الصورة لها لتمثل دور البطولة."
"قمت بتصويرها في ثانية واحدة وهي لم تراني أصلا، ولم أكن أعرفها من قبل ولكن شاءت الظروف ان التقيها هناك وأتعرف عليها."
وأضاف السيد جاويش أنه شعر لوهلة وبأنها كانت تبتسم له عندما التقاط الصورة، ولكن عندما دقق في وجهها قال: "لا لم تكن تبتسم لي ولم تنظر الي."
"شعرت وكأنها مسيّرة. وكأن القدرة الإلهية تقوم بتسييّرها. عندما يكون الانسان في عمر الأطفال الثلاثة التي كانت تحتضنهم باميلا، فان الملائكة تقوم بحمايته أو ارسال من يحميه، لان الاطفال ليس لهم لا حول ولا قوة."
"ربنا حرك وسيطر على باميلا لتقوم بمساعدة وإنقاذ هؤلاء الأطفال الثلاثة."
ومن ناحيتها تقول الممرضة الشجاعة انها تشكر السيد بلال جاويش على التقاطه لهذه الصورة لتكون بمثابة ذكرى جميلة وقريبة من قلبها.
"عندما اجتمع أهالي الأطفال الثالثة معهم من جديد، قالت لي احدى الأمهات لا أعرف كيف يمكنني أن أكافئك على ما فعلته من أجل طفلتي وملئت مشاعر الفرحة المكان وشعرت بالسلام."

BEIRUT Port August 9.2020 Source: Bilal Marie Jawich
"على الأقل تمكنت من أفعل شيئا من أجل هؤلاء الأطفال ومن أجل المستشفى الذي أعمل فيه."
ونهضت الممرضة الشابة من تحت الركام في مستشفى الروم وذهبت لتفقد حال الأطفال الرضع. وسارعت بتفقد حال زملائها وانتشال المواليد الجدد من الحضانات وبنقل ثلاثة آخرين منهم الى مستشفى أبو جودة مشيا على الأقدام في مسافة تقدر بـ 7 كم بعد أن اعتذر مستشفيين بالقرب من الروم من استقبال باميلا والأطفال بسبب وضعهما المتعثر أيضا.
وتتحدث مع SBS عن تلك اللحظات، كما ويتحدث المصور الذي التقط هذه الصورة التي أصبحت رمزا لتضحية وبطولة ممرضة عن لحظات التقاط الصورة. يمكنكم الاستماع اليهم عن طريق الضغط على الرابط الصوتي المرفق بالصوره أعلاه.

Google map showing Pamela's route. Source: Google maps
وساعد باميلا في الوصول الى أبو جودة طبيب التوليد وأمراض النساء الدكتور نديم حجر الذي تلاقت به بالصدفة في أحد الشوارع المجاورة وحمل أحد الأطفال معها حتى تمكنا من الوصول وتأمين حضانة واحدة لثلاثة أطفال في مستشفى أبو جودة في بيروت.
يمكنكم الاستماع الى مقابلة باميلا زينون والسيد بلال جاويش الصوتية لمعرفة ما حدث بالتفصيل من خلال الرابط المرفق في الصورة أعلاه. تحذير هذا المحتوى قد يكون محزن أو مؤلم أو مزعج لبعض المستمعين.