لا يزال العراق حاضراً في أذهان كثير من الغربيين بتاريخه العريق وغناه الثقافي المتنوع عبر جهاته الجغرافية الأربع. ورغم ما مر بالعراق على اختلاف عهوده الحديثة من تقلبات سياسية وحربية أثرت على واقعه الحياتي، لكنه بقي يحظى باهتمام الباحثين عن إرث الحضارات المتنوعة في أرض العراق الخصبة ليزوره وينهلوا من معين ثرائه بين مواطنيه ومدنه.
النقاط الرئيسية:
- هذه الزيارة تحظى بشهادة صحفي متمرس يستكشف الحياة الاجتماعية وليس السياسية في العراق.
- في بغداد الحياة تسير بسلاسة مع وجود حواجز إسمنتية في المنطقة الخضراء التي لا تشعرك أن الأمور في المدينة عادية.
- لاحظ أن العراقيين لايزالون يحتفظون بالتفاؤل والقلب الطيب رغم الحروب التي عصفت بهم.
لذلك فهذه الزيارة تحظى بشهادة صحفي متمرس عشق التجوال بين العالم مستكشفًا الحياة الاجتماعية بدلاً من الحياة السياسية في العراق. يقول داريو كاستالدو الصحفي في البرنامج الإيطالي لإذاعة أس بي أس: "لعل أكثر ما شدني في العراق هو المواقع الأثرية القديمة المتنوعة وما يقدمه لزائريه في مدنه. لكن أكثر ما شدني هو طبيعة الإنسان العراقي المرحب بضيفه".
عن التنقل بين المدن أوضح داريو:"أن التنقل بين المدن بالإجمال آمن". لكنه لاحظ كثرة وجود النقاط الأمنية بين المدن التي تستهلك وقت المسافرين عبر التفتيش والتحقق من الأوراق الثبوتية، خاصة عند دخول مناطق جنوب العراق، حيث يجب أن تحتاط بتوفر جميع الأوراق الثبوتية.

الصحفي داريوكاستالدوا مع أحد أفراد القوات الخاصة في بغداد Source: Dario Castaldo
لكنه على الجانب الآخر، وصف الحركة داخل المدن بأنها "أكثر أماناً، حيث يمكنك أن تتنقل بسلاسة وحرية موضحاً: "بالنسبة لي كان الوضع العام مريحًا وإيجابيًا".
عند زيارته للموصل، لاحظ آثار الدمار الذي أحدثه تنظيم "داعش".
إذ تشير بعض التقارير إلى أن 70% من مركز المدينة قد تم تدميره من قبل قوات تنظيم "داعش".
فيما تعمل فرق من اليونيسكو على إعادة بناء وترميم كثير من المواقع منها "جامع النوري الكبير" ومنارته الحدباء عام 2017 بسبب الهجمات بين قوات التحالف وقوات تنظيم "داعش". إذ من المعروف أن هذا الجامع بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري.
عن حال العراقيين يقول داريو: "لا يمكنك توحيد الانطباع في العراق، فلكل مدينة حالها وواقعها".

جولات الصحفي داريوكاستالدو من أس بي أس الإيطالية للعراق Source: Supplied
ففي العاصمة بغداد الحياة بالإجمال تسير بسلاسة، مع ملاحظة بعض الحواجز الإسمنتية في المنطقة الخضراء والحي الدبلوماسي والسفارة الأمريكية ومقر الأمم المتحدة، وكذلك البرلمان العراقي هذه المشاهد قد لا تشعرك بالإجمال أن الأمور في المدينة عادية".
عن العاصفة الرملية التي اجتاحت العراق علق داريو "أنه شهدها مرتين الأولى عندما ضربت كربلاء والثانية في بغداد، حيث غمر اللون البرتقالي المائل إلى الاحمرار أجواء المدينتين".

عاصفة رملية تضرب المدن العراقية Source: Supplied
استمتع داريو بالحياة اليومية لدى العراقيين وتجمعاتهم في الأماكن العامة حينما يسمح الطقس بذلك، لكن ما أدهشه هو كثرة المحال التي تبيع الخمور، وهو ما توقع أنه ممنوع. إلا أنه أشاد بالنظافة في المدن وعدم وجود المتسولين.
وكأسترالي، أثنى داريو بالود الذي أظهره العراقيون نحوه مخالفًا عن الصورة الذهنية المسبقة المكونة في تعامل العراقيين؛ فهم يغرونك بالود والترحاب، وهذه سمة وجدها داريو عند الشرق أوسطيين وتحديدًا العرب بالتعامل المتميز بالبساطة وثقافة الترحاب "بالغريب" كما كان يسمع هذه الكلمة من الناس بقولهم " ساعدوا هالغريب".

العراق عامر بالآثار والمواقع المقدسة Source: Supplied
لكن أكثر ما أثر به هو أنه رغم الصعوبات التي مر ويمر بها العراق فقد لاحظ أن العراقيين لايزالون يحتفظون بالتفاؤل والقلب الطيب، فلم تؤثر عليهم الحروب التي مروا بها نفسيًا فيقول: "كنُت سعيدًا أن ألحظ هذا في تصرفاتهم".
آملًا أن تتظافر الجهود المحلية والدولية لأن نحظى جميعًا بعراق مستقر لمصلحة المنطقة والعالم.
للاستماع للمقابلة يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.