شعار أسبوع المصالحة هذه السنة "لا تدعوا التاريخ بأن يبقى لغزاً: تعلموا. شاركوا. انموا". وقد تم وضع هذا الشعار لتشجيع الأستراليين، بمن فيهم المهاجرون، لكي يطرحوا أسئلة عن السكان الأصليين والبحث عن إجابات عنها لمشاركتها مع الآخرين.
خلال أسبوع المصالحة، يتم إحياء إنجازيْن مهميْن في مسيرة السكان الأصليين: الأول هو الاستفتاء الذي أجري قبل 51 سنة وتحديداً في العام 1967 لتغيير الدستور الذي كان يميّز ضد السكان الأصليين في ناحيتين أساسيتين، الأولى عدم شمولهم بالخدمات الحكومية، والثانية عدم شمولهم بالإحصاء السكاني. أما الحدث الثاني الذي يتم إحياؤه خلال أسبوع المصالحة، فهو قرار المحكمة العليا في العام 1992 والذي أقر بحق السكان الأصليين بالأرض لكونهم المالكين الأصليين لها، في دعوى رفعها الناشط الأبريجيني آدي مابو.
لكنَّ المناسبة تعود هذه السنة وسط استمرار بعض الثوابت السلبية في حياة السكان الأصليين على حالها، فيما أضيفت إليها عقبة أخرى ذات طابع سياسي. ففي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رفض رئيس الوزراء مالكوم تورنبول رسمياً توصية رفعها مجلس السكان الأصليين إلى الحكومة وتقضي بإجراء استفتاء عام للإقرار بالسكان الأصليين في الدستور.
في غضون ذلك، لا يزال معدل عمر السكان الأصليين أقصر من المعدل الوطني. هذا ما تؤكده المؤسسة الأسترالية للصحة والرفاهية على موقعها الإلكتروني حيث تشير إلى أن عمر الرجل الأبريجيني أقصر بأكثر من 10 سنوات ونصف السنة مقارنة بالمعدل الوطني لتوقعات الحياة للرجال في أستراليا، وعمر المرأة الأبريجينية أقصر بـ 9 سنوات ونصف مقارنة بالمعدل الوطني لتوقعات الحياة للنساء.
وبالنسبة إلى الأطفال الأبريجينيين، ذكرت صحيفة الغارديان أن نسبتهم في الرعاية خارج المنزل ستبلغ ثلاثة أضعاف ما هي عليه الآن إذا لم يتم زيادة التمويل لعائلاتهم.
أما لناحية المشكلات مع القانون، فقد ذكر الموقع الإعلامي الأبريجيني CAAMA أن 34% من النساء السجينات في أستراليا هن من السكان الأصليين، فيما ارتفعت نسبة الرجال من السكان الأصليين الذين يمكن أن يدخلوا السجون إلى 88% الذكور الأبريجينيين.