أثارت قضية الطفلة التي اضطرت للخضوع لعملية جراحية بكلفة 120 ألف دولار، ولجأ ذويها إلى جمع تبرعات لتسديد أجور العملية، غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تعرض أخصائي جراحة الأعصاب تشارلي تيو إلى عاصفة من الانتقادات لما اعتبره البعض ابتعاداً عن القيم الإنسانية لمهنة الطب، بينما أشاد آخرون بقدرات الطبيب الاستثنائية التي أنقذت حياة الفتاة بعدما استأصل ورماً من دماغها.
وقال أخصائي التخدير الدكتور وليد الخزرجي في حديث لراديو أس بي أس عربي24 أنه من الضروري معرفة كل تفاصيل القصة لتقييم المسألة بشكل موضوعي، وأشار إلى إمكانية إجراء العملية في مستشفى حكومي وبشكل مجاني ضمن نظام التأمين الصحي الحكومي مديكير.
وعن الكلفة الباهظة للعلاج على يد الطبيب ثيو، قال الخزرجي أنه على الرغم من قدرة أطباء أعصاب آخرين على إجراء العملية ذاتها، إلا أن الطبيب تيو بنى اسمه وشهرته بناءً على ما يعتبره مهارات خاصة تسمح له بإجراء عمليات دقيقة، وأضاف الخزرجي "من الممكن اعتبار هذا الطبيب ظاهرة (..) بعض الأشخاص ينساقون وراءها والبعض الآخر يلجأ للعلاج في المستشفيات الحكومية."
وشرح الخزرجي اللغط الذي يقع به البعض حول كلفة التخدير، وما يتناقله البعض عن كونها غير مغطاة بالمديكير أو التأمين الصحي الخاص بالقول "جمعية أطباء التخدير تحث الأطباء على إرسال النفقات المتوقعة بشكل كامل للمريض لتفادي أي مفاجآت." وشرح طبيب التخدير الذي يتخذ من أديلايد مكاناً لإقامته وعمله منذ وصوله من العراق في تسعينات القرن الماضي، كيفية تغطية نفقات التخدير بالقول أن مديكير تدفع 30% منها والباقي من شركة التأمين الخاص، ويلجأ بعض أطباء التخدير إلى تحديد أجرتهم وفق معايير أخرى.
ولكن السؤال الأهم هنا: ما هي العمليات الجراحية غير المغطاة؟ يقول الخزرجي أن جميع العمليات التي تخص حياة الإنسان متوافرة بشكل مجاني في المستشفيات الحكومية ولكن بفترات انتظار قد تكون طويلاً اعتماداً على خطورة الحالة. ويستثنى من هذه القاعدة العمليات التجميلية الاختيارية كشد الوجه، ولكن تبقى عمليات إنقاص الوزن مشمولة في المديكير وفق شروط معينة.
استمعوا إلى المقابلة مع الدكتور وليد الخزرجي في التسجيل الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.