بعد ثمانية عشر يوما على اختفاء الطفلة كليو سميث من خيمة في موقع تخييم كانت ترتاده عائلتها، داهمت شرطة ولاية غرب استراليا منزلا في منطقة Carnarvon فجر اليوم وعثرت داخله على الطفلة على قيد الحياة وبصحة جيدة. واعتقلت الشرطة أيضا رجلا في السادسة والثلاثين من عمره وقالت بأنها تحقق معه وتتوقع أن يتم توجيه تهم إليه.
وقالت الشرطة إن التحريات المكثفة وجمع معلومات من آلاف البلاغات كشفت خيوطا مهمة في هذه القضية أدت إلى اقتحام ذلك المنزل.
اسمي كليو
وقال ضابط شارك في عملية الإنقاذ إن اللحظة كانت مؤثرة جدا حيث حمل أحدهم الطفلة "كليو" وسألها: "ما اسمك؟" فأجابت "كليو".
هذه العملية تعتبر نموذجا ناجحا لعمليات البحث والتحقيق وسوف تدخل تاريخ الشرطة في الولاية كما قال مفوض الشرطة في الولاية كريس دوسن. لكنه أضاف بأن أمام العائلة مسيرة صعبة وطويلة للتعافي بعد هذه التجربة المريرة.
وعبّر رئيس حكومة ولاية غرب أستراليا مارك ماكغاون عن مشاعره بعد الإعلان عن إيجاد الطفلة "كليو سميث" بصحة جيدة وعلى قيد الحياة في منزل مقفل في منطقة Carnarvon بعد مداهمة الشرطة لهذا المنزل حوالي الساعة الواحدة من فجر اليوم، وقال:
إنه يوم سعيد وأخبار مميزة ومفرحة وتبعث على الفرح والتفاؤل، وهو نتيجة العمل العظيم لشرطة غرب أستراليا والمتطوعين وأبناء المجتمع
وشكر السيد ماكغون الشرطة في ولاية غرب أستراليا التي قامت بجهود عظيمة وفرزت أكثر من 100 عنصر لحل لغز اختفاء الطفلة كليو سميث من خيمة في موقع تخييم كانت ترتاده العائلة.
وخص رئيس حكومة غرب أستراليا المفتشين والمحللين الذين حللوا المعلومات الكثيرة التي تلقتها الشرطة، وقال إن هذه العملية ستكون مثالا في الطريقة والمناقبية والتقنية التي أجريت بها، ومثالا يحتذى به في عمليات مماثلة.
كل من ساهم في عملية البحث والوصول إلى كليو عمل بقلب وضمير
اما مفوض الشرطة كريس دوسن، فقال إن هذا اليوم هو يوم مميز في العمل الشرطي في غرب استراليا. وسوف يدخل تاريخ الولاية، مشيرا إلى أن الشرطة استخدمت كل الموارد المتاحة لها في هذه العملية.
وأضاف بأن الشرطة تتبعت معلومات معينة وخيوطا أدت إلى اقتحام الشرطة لذلك المنزل وتستمر التحريات الآن لمعرفة الدوافع التي يمكن أن تكون "انتهازية لم يكن مخططا لها".
وأشار إلى أن "العثور على طفلة صغيرة ضعيفة بعد ثمانية عشر يوما بخير هو نهاية رائعة لهذه القضية، في وقت قد يتوقع أن لا تكون كذلك". وأشاد المفوض بصلابة عائلة "كليو" وإصرار وعزم مفتشي الشرطة بعدم وقف التحريات.
الأمل لم يُفقد أبدا، ولم يكن هناك مجال للتوقف عن البحث أبدا
ولم تقدم الشرطة تفاصيل عن الرجل التي تم اعتقاله لكنها قالت إن لا يمت بصلة للعائلة. وقال المفوض دوسن: إن الرجل يبلغ من العمر 36 عاما وتقوم الشرطة بالتحقيق معه.
وأشاد المفوض بتعاون عائلة كليو والمجتمع العام الذي قدم معلومات أدت إلى رسم صورة واضحة لاختفاء كليو. وقال إن المسيرة لا تزال صعبة أمام العائلة لكن الشرطة سوف تقدم كل الدعم الضروري لهم.
اكتملت عائلتنا مجددا
والدة الطفلة Ellie Smith عبرت عبر موقعها على انستاغرام الذي يتابعه آلاف المتابعين، عن فرحتها بالعثور على ابنتها حية وبصحة جيدة، وقالت "اكتملت عائلتُنا مجددا"
عن تأثير هذه التجربة أو أي تجربة مماثلة على الأطفال والعائلات يقول السيد إميل غريب أخصائي العلاقات الأسرية وتربية الأطفال في حديث مع SBS Arabic24 إن هناك ثلاثة أنواع من الصدمات: "صدمة حادة تحصل لمرة واحدة، صدمة طويلة تتكرر وتستمر لمدة زمنية . وهناك أيضا نوع ثالث من الصدمات، بحسب السيد غريب وهو الصدمة المعقدة مثل حادث اختطاف أو حادث سيارة أو حالة عنف عائلي أو تجربة الهجرة".
وأضاف السيد غريب أن الصدمات تؤثر على ثلاث نواح:
- التفكير حيث يحصل ضعف في الذاكرة، أو إنكار لما حدث، وهذا نوع من التأقلم الطبيعي في محاولة لتخفيف الصدمة.
- المشاعر حيث يعاني من يتعرض للصدمة من مشاعر القلق وعدم الشعور بالأمان وعدم الثقة بالآخرين.
- كيفية التعامل مع الآخرين كما يقول السيد غريب: "فلا يعود لدى الشخص ثقة بالآخرين مما يؤدي إلى الإنعزال.
ويقول السيد غريب إن الصدمة في حالة الطفلة كليو سميث تنطبق أيضا على الأهل فقد لا يخرجون للتخييم مرة ثانية، وقد يشعرون بتعب نفسي، وقد يفقدون الثقة بالآخرين أيضا.
ويؤكد السيد غريب على ضرورة تلقي العلاج النفسي المختص لمعالجة تأثير الصدمات لدرء تأثيراتها السلبية حاضرًا ومستقبلًا.