مع نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وبالتحديد في عام 1989، هاجرت السيدة جمانة منزلجي الجمل إلى أستراليا قادمة من لبنان. حملت معها طموح لا ينتهي ورغبة في إثبات نفسها وقدرة على التحمل اكتسبتها من سنوات الحرب.
وقالت السيدة جمانة لأس بي أس عربي24 "أحب أن أكون وجه يمثل كل السيدات اللبنانيات الكادحات، وهم أصدقائي وأعرف منهم الكثيرين." وأضافت "أتمنى أن أكون الشخص الذي ينقل للمجتمع الأسترالي الأكبر صورة السيدة اللبنانية التي تواجه التحديات والصعاب."
لم يكن الاستقرار في أستراليا سهلا: "كانت البداية صعبة ولكن كان الطموح كبيرا، فكان الأمل يجعلك تنسى الإرهاق والصعوبات التي تواجهها."
وقالت: "كان مجتمعا جديدا وبلدا جديدة ولغة جديدة واندماجا جديدا في حضارة لا نعرف عنها شيئا ولغة جديدة، ونحن عائلة صغيرة قدمنا إلى أستراليا في عز الشباب، وأتينا من الحرب."
وأضافت "ولكن من يتحدى الحياة التي عشناها في لبنان خلال الحرب، ويكمل طريقه، أعتقد أن أي شيء يحدث معه في المستقبل يكون عقبة بسيطة."
انطلقت جمانة منزلجي الجمل في أستراليا لتؤسس ثلاث محالات في سيدني متخصصة في الثياب النسائية الملتزمة أو ملابس المحجبات.

Joumana Al Jamal Source: Joumana Al Jamal
بدأت العمل من شركات ومحلات تجارية، ثم العمل في الخياطة، ثم تجارة العطور، فتجارة الثياب والإكسسوارات حتى استقرت في مجال عملها الحالي: "الأزياء هي شغفي، وأي ست تحب الملابس، وأنا طورت هوايتي في الخياطة والتصميم وجعلتها عملي الدائم."
وقالت "وجدت تجاوب من الناس وهو ما ساعدني على الاستمرار ومنح المزيد."
وأضافت "أستراليا الوضع فيها ليس سهلا كما يتخيل الكثيرون، ولكن في نفس الوقت هناك مجالات واسعة تمكن الإنسان من إثبات وجوده في أي حقل يحبه، وبالطبع التوفيق من الله أول شيء، وبعد ذلك طموح الإنسان وثقته بنفسه والدعم العائلي."
كانت فكرة تأسيس المحل بسيطة: "التركيز على لباس السيدة المحجبة، حيق عرفت تطورات الأزياء التي تناسب وضع السيدة الأسترالية، وما ترغب فيه من اللباس اليومي، فكثير من السيدات لا يلبسون ملابس رسمية خلال النهار."
أدركت الجمل أن الزبائن لهذا النوع من الملابس ليسوا كلهم من العرب وبدأت توفر احتياجاتهم: "التنوع مع البساطة والذوق والأسعار التي يمكن أن يجدوها مناسبة لهم."
تعرضت السيدة جمانة منزلجي الجمل إلى حادث كبير كلفها كثيرا قبل خمس سنوات، لكنه لم يجعلها تتوقف عن العمل. وقالت "كنا نفتح محلا جديدا وانكسر منشار كهربائي وطار على عيني، ما أدى إلى إغلاقها."
وأضافت "شعرت أن هناك نيران تخرج من رأسي ورأيت ضوء باهر، ولكن كانت أول كلمة خرجت مني هي الحمد لله."
قضت أربع ساعات ونصف في غرفة العمليات لتعرف بعدها أنها قد خسرت العين تماما، ولا يمكن أن تعيد ترميمها.
وقالت "كان خبرا مهولا، وصدمة كبيرة أن أفقد إحدى الحبيبتين، لكني اتحدث عنها بكل إيجابية، وأشعر أنني أقل خسارة من أناس كثر، والحمد لله لا زال عندنا أمل، وأمامنا الحياة، ونواصل ونعيش."
لم تنس الجمل العمل الاجتماعي سواء في أستراليا أو في البلد الأم لبنان: "العمل الاجتماعي واجب على كل فرد منا، كرد للجميل لهذا البلد العظيم، الذي أكرمنا وأعطانا الحرية والمستقبل، وجعلنا نحقق طموحاتنا ورغباتنا."

Joumana Al Jamal Source: Joumana Al Jamal
أسست جمعية خيرية منذ سنتين وبدأت في الأنشطة التي تخدم المجتمع: "قمت بمشروع عرض للأزياء في نوفمبر تشرين الثاني الماضي من أجل جمع التبرعات لمجلس السرطان هنا في أستراليا، حيث ذهب ريع العرض بالكامل إلى المجلس."
وأضافت "أنا أفخر بهذا الأمر وقد أسعدني وأسعد قلبي أنني قدمت ولو شيء صغير للغاية."
وقالت "لدينا مشروع لإرسال حاوية للمساعدات إلى لبنان من أجل أن تكون مساعدة لأهلنا هناك والذين نشعر أننا مسؤولين عنهم."