في الثالث عشر من شهر شباط فبراير 2008 قدم رئيس الوزراء الأسترالي حينها كافين راد، اعتذارا لشعب أستراليا الأصلي عن "الأسى العميق، والخسارة والمعاناة" التي تسببت فيها سياسات الحكومات السابقة، خاصة إبعاد الأطفال عن عائلاتهم وطمس هويتهم، والتي تعرف "بالأجيال السليبة Stolen Generations
وقد أدى الاعتذار إلى وضع نهج خاص يهدف لردم الهوة بين السكان الأصليين وغيرهم من الأستراليين بما أصبح يعرف ب Closing the Gap.
وقد ألقى رئيس الوزراء الأسبق كافين راد كلمة في البرلمان اليوم الخميس قال فيها "الذي أتخوف منه هو استخدام السيد موريسون لكلمات حاذقة من أجل الهروب من المسؤولية الأساسية لتمويل المستقبلي وإيصال البرامج".
وتزامنا مع هذا اليوم أصدرت الحكومة الفدرالية أمس تقريرها السنوي حول ردم الهوة والذي يقيم الظروف المعيشية والإنسانية للسكان الأصليين، وقد عبرت الحكومة عن أسفها لتحقيق جانبين فقط من أصل سبعة يتم مراقبتها سنويا.

Stolen Generations members listen to Prime Minister Kevin Rudd deliver the Apology in 2008 Source: AAP
فلقد أظهر تقرير هذا العام أن الصورة لم تتغير كثيرا، وأن الهدفين الذين حققا بعض التقدم كانا: التعليم المبكر، والوصول إلى الصف الثاني عشر. أما الأهداف الأخرى مثل تعزيز فرص العمل، ونسبة متوسط العمر، والوفيات لدى الأطفال فلم تحرز تقدما ملموسا.
وعلى ضوء هذا، قال رئيس الوزراء سكوت موريسون إن نتائج تقرير "ردم الهوة" الأخير جاءت "صارخة وتدعو لليقظة"، ووعد بتغيير نهج التعاطي مع هذه المسألة من أجل تقوية وتمكين السكان الأصليين.
وقد رحبت مجموعات السكان الأصليين بما وعدت به الحكومة لجهة اصلاح نهجها بشأن أهداف الحد من الحرمان في مجتمعات السكان الأصليين.
ويقول السيد سليمان اسكندر الناشط في مجال الدفاع عن حقوق السكان الأصليين إنه يحترم "جرأة رئيس الوزراء لأنه قال بصراحة وعبر كل التجارب والسنوات التي حكم فيها حزب الأحرار البلد، بأنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء".
وأضاف "الوضع التعليمي لا يزال متدنيا، والوضع الصحي وتأمين فرص العمل ميؤوس منهما، كما أن مساعدة السكان الأصليين في استصلاح الأراضي وإنشاء اقتصاد لهم لا يتم".
وقال إنه وعلى الرغم من أن هناك محاولات جادة من الشعب الأصلي لإيجاد فرص لملاقاة الحكومة في منتصف الطريق، إلا أنه لم يكن هناك تحرك جدي وفعلي لتحقيق ذلك.
واعتبر السيد اسكندر أن "هذا التقرير السنوي يبرز ذلك بوضوح، ولا يسعنا إلا أن نقول تحرك الحكومة على صعيد الحل كان فاشلا، ومضيعة للوقت ولا نستطيع المراهنة عليه، لأنهم لا يقومون بالتحرك الجدي".
وفي المقابل، صدمت السناتور بولين هانسون أمس أعضاء البرلمان عندما قالت في كلمة لها: لا يمكنكم إلقاء اللوم على البيض، وادعت أن السكان الأصليين مسؤولون عما هم عليه بسبب "إهمالهم الذاتي".

Source: AAP
ويقول السيد سليمان اسكندر إن "المشكلة ليست مشكلة الأهل ولكن المشكلة في البرامج التعليمية وما إذا كانت تناسب هذه الفئات".
وذكر أن هناك دراسات قالت إنه لا يمكن تعليم الأطفال بنسبة واحدة وبقدرة واحدة، لأن كل فرد وكل مجتمع يختلف بمقدرته عن الآخر.
ويقول السيد سليمان اسكندر "مرت سنوات طويلة ونحن نتكلم عن حقوق السكان الأصليين واحترام عاداتهم وتقاليدهم وتحسين وضعهم الصحي والاجتماعي وايجاد فرص العمل، وإيجاد مناخ يصبح الانسان من السكان الأصليين مثله مثل الإنسان الأبيض، لكن لم يتحقق شيء من ذلك".
استمعوا إلى اللقاء كاملا تحت المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.