منذ اختفاء الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي بعد دخوله لقنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول أكتوبر وردود الأفعال العالمية تتوالى، الى أن تم الكشف مؤخراً عن الرواية السعودية التي اعتبرت أن خاشقجي فارق الحياة اثر مشاجرة وعراك بالأيدي داخل القنصلية مما حدا بالكثير من الدول المطالبة بالمزيد من المعلومات على الرغم من الاجراءات السعودية التي تضمنت استنكاراً للجريمة على لسان ولي العهد محمد بن سلمان وتوعده للمسؤولين عنها بالعقاب.
وقال الدكتور بول سالم رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن في حديث لراديو SBS عربي 24 أن تعاطي السلطات السعودية مع القضية يدل على الكثير من الارتباك والتي لم تفض الى تقديم معلومات كافية، معتبراً أن موقف المملكة لا يزال في المنطقة الرمادية.
تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب شهدت كذلك تذبذباً في حدتها ولكنه بالمجمل اكد مراراً أنه غير مستعد للتضحية بالعلاقة مع المملكة التي تعد حليفاً قوياً في الشرق الأوسط، فضلاً عن المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة والتي تظهر جلية في الاستثمارات السعودية وملف النفط وصفقات الأسلحة التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
وأضاف الدكتور سالم أن الادارة الامريكية بادرت بالفعل بوضع عقوبات على الضالعين بشكل مباشر بجريمة مقتل خاشقجي.
وبالنظر الى الطرف التركي، يرى الدكتور سالم أن الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد وحاجة تركيا للاستثمارات والقروض السعودية فرضت على الرئيس اردوغان ادارة الأزمة بطريقة معينة، وكان من الملاحظ أن اختار أثناء خطابه الأخير الاشارة للملك سلمان كخادم الحرمين الشريفين للإشادة به وحثه على التعامل بشكل مباشر على تركيا والضغط على ولي العهد.
وجدير بالذكر أن لتركيا أيضاً مصالح بالتعامل مع الولايات المتحدة في ضوء القضية التي تتعامل معها في نيويورك والتي قد تؤدي الى هز النظام المصرفي لديها، فضلاً عن ملف الأكراد في سوريا وحاجة الأتراك للتعاون مع القوات الأمريكية لاحتواء التبعات على البلاد.
وفي معرض سؤاله عن الخطوات التي يتوجب على السعودية اتخاذها فغي حال ثبوت تورط رموز من النظام، قال الدكتور سالم أن الادارة الامريكية مستعدة لغض الطرف والاستمرار بالعلاقة مع المملكة السعودية ولكن هنالك تيارات في مجلس الشيوخ قد ترفض ذلك، لذا من الممكن ان يضطر الملك سلمان لإعادة توزيع السلطات في بلاده بشكل مختلف وربما اتخاذ خطوات أكثر جدية عبر اعادة النظر بولي العهد.
المقابلة مرفقة بالصورة أعلاه.