هذه المعلومات ذات طبيعة عامة ولا يمكن اعتبارها نصيحة مهنية. نظراً لأن الظروف الفردية قد تختلف من شخص لآخر، يجب عليكم استشارة خبير مستقل إذا لزم الأمر.
يكشف التقرير عن سوق سوداء لعلاقات زوجية وهمية تُستخدم للحصول على تأشيرات الشريك في أستراليا، ما يعرّض المتورطين لعقوبات تشمل السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات، والمنع من التقدّم لأي تأشيرة لثلاث سنوات.
في الوقت الذي تسعى فيه أستراليا إلى حماية نزاهة نظام الهجرة وتعزيز شفافيته، كشفت تحقيقات صحفية حديثة عن سوق سوداء موازية، تستغل أحد أكثر المسارات إنسانية في نظام الهجرة: تأشيرة الشريك. التحقيق الذي أجرته شبكة اس بي اس الناطقة باللغة الصينية أضاء على ممارسات غير قانونية داخل الجالية الصينية، حيث تُباع "علاقات زوجية مزيفة" بهدف الحصول على الإقامة الدائمة.
بحسب التقرير، تنشط هذه السوق غير المشروعة عبر تطبيقات إلكترونية شهيرة مثل "شياوهونغشو" (Xiaohongshu)، حيث يُعرض مكان "الشريك" في طلبات الهجرة للبيع بشكل علني. ويقوم بعض الأفراد بشراء هذا المكان لتقديم أنفسهم كشركاء لمتقدمين رئيسيين ضمن برنامج الهجرة المهارية.
"هذه ليست مجرد مخالفة إدارية، بل جريمة منظمة"، يقول محامي الهجرة ناظم البردوع، مضيفًا:
"يتم تزوير مستندات، صور، حسابات بنكية مشتركة، وحتى فواتير منزلية، لإيهام السلطات بأن هناك علاقة حقيقية قائمة. لكن كل ذلك قد ينهار عند أول تحقيق جدي من دائرة الهجرة."
لا تقتصر خطورة هذه الممارسات على الجوانب القانونية فقط، بل تنعكس بشكل مباشر على أصحاب الطلبات الحقيقية. فمع تزايد عدد الطلبات المزيفة، تُشدد السلطات المعايير وتُبطئ عملية التقييم، مما يضاعف الضغط على النظام.
يعلّق البردوع:
"عندما تختلط الطلبات الحقيقية بالوهمية، تصبح دائرة الهجرة أكثر تشددًا في طلب الأدلة، وهذا يعني معاناة أكبر للمتقدمين الصادقين، واستهلاكًا لموارد الحكومة على حساب أولويات أخرى."
عقوبات صارمة بانتظار المخالفين
في حال اكتشاف التزوير، يواجه المتورطون عقوبات قاسية بموجب قانون الهجرة الأسترالي:
• المادة 4020: تمنع الشخص من التقديم على أي تأشيرة أسترالية لمدة 3 سنوات إذا ثبت تقديمه لمعلومات كاذبة.
• المادة 234: تُجرّم تقديم مستندات مزورة، وتُعتبر مخالفة جنائية قد تؤدي إلى السجن.
• المادة 240: تتعلق بالزواج المدبّر لغرض الإقامة، وتصل العقوبة فيها إلى 10 سنوات سجن وغرامات مالية ضخمة.
ويحذّر البردوع قائلاً:
"القانون لا يحمي من يتورط طوعًا. كثيرون يظنون أنهم سيتجاوزون التدقيق، لكن الحقيقة أن الغالبية يتم اكتشافهم، وغالبًا ما يُمنعون من دخول أستراليا لسنوات طويلة."
أشار التقرير الى أن ليس كل من تورط في هذا النوع من الطلبات كان على علم بأنه ارتكب مخالفة. بعض الأفراد، خاصة من المجتمعات المهاجرة، وقعوا ضحية عمليات احتيال منظمة.
يقول ناظم البردوع:
"للأسف، هناك من تم تضليله من قِبل وسطاء أو مكاتب وهمية تدّعي أنها تقدم خدمات هجرة قانونية. هؤلاء يحتاجون إلى دعم قانوني ومجتمعي، وليس العقاب فقط."
ولهذا، يؤكد المحامي على أهمية التعامل فقط مع محامين أو وكلاء هجرة معتمدين ومسجلين في أستراليا، والابتعاد عن العروض المجهولة أو القادمة من خارج البلاد.
من التحديات الأساسية التي تواجه السلطات الأسترالية في مكافحة هذه الظاهرة، هو استخدام التطبيقات الإلكترونية كمنصة للبيع والاحتيال، ما يصعّب من عملية التتبع والتحقيق.
يشرح ناظم البردوع قائلًا:
"نحن نعيش في عصر تتوفر فيه كل الأدوات لتزوير الحياة، من الصور المفبركة إلى حسابات مشتركة تُنشأ لغرض التظاهر فقط"،
" لذلك تحتاج دائرة الهجرة إلى توسيع التعاون مع الشرطة والجهات الضريبية وهيئات الإسكان، لتعزيز الرقابة وكشف الاحتيال."
كيف التصدّى لهذه الظاهرة؟
من أجل حماية نزاهة تأشيرات الشريك، دعا البردوع إلى مجموعة من الإجراءات:
• تشديد التدقيق على الأدلة المالية والاجتماعية المشتركة.
• توسيع تبادل المعلومات بين دائرة الهجرة والجهات الحكومية الأخرى.
• مراقبة سلوك وكلاء ومحامي الهجرة، ومعاقبة كل من يثبت تورطه في تسهيل العلاقات الوهمية.
• تعزيز التوعية داخل المجتمعات المستهدفة، عبر حملات إعلامية متعددة اللغات، وتحذير الناس من الوقوع ضحايا للزواج المزيف.
يقول البردوع أنه وعلى الرغم من أن بعض حالات الزواج الوهمي قد تستمر لسنوات قبل اكتشافها، إلا أن القانون في النهاية يُطبق:
"من الصعب جدًا أن تحافظ على علاقة مزيفة لمدة 3 سنوات أو أكثر، مع تدقيق الهجرة. من الأفضل السير في الطريق الصحيح من البداية، لأن محاولة التحايل قد تُغلق الباب إلى الأبد."
تطرح قضية تأشيرات الشريك في أستراليا نقاشًا واسعًا حول أخلاقيات الهجرة وأهمية ضمان نزاهة النظام. لكن، ما هي أبرز التحديات التي تواجه السلطات في رصد ومكافحة الزواج الوهمي وسط تطور التكنولوجيا واستخدام التطبيقات الإلكترونية؟
الإجابة مع محامي الهجرة ناظم البردوع في الملف الصوتيّ أعلاه.
هذه المعلومات ذات طبيعة عامة ولا يمكن اعتبارها نصيحة مهنية. نظراً لأن الظروف الفردية قد تختلف من شخص لآخر، يجب عليكم استشارة خبير مستقل إذا لزم الأمر.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.وعلى القناة 304 التلفزيونية.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.
اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.