دعت المستشارة النفسية في مؤسسة Arabic Welfare رولا أبو غزالة إلى التوقف والتفكير قبل أي رهان، مشددة على أن المقامرة ليست مجرد تسلية أو لعبة حظ، بل طريق خفيّ قد يقود إلى خسارات مالية وعاطفية وصحية يصعب تداركها.
وقالت إنّ حملة أسبوع التوعية بأضرار المقامرة لهذا العام، التي تُقام تحت شعار "خطّط قبل أن تراهن – Set Before You Bet"، تهدف إلى تعزيز الوعي داخل الجالية العربية في أستراليا بخطورة الإدمان على المقامرة، وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة دون خوف من وصمة العار.
وأكدت أبو غزالة أن "الرهان الحقيقي هو أن تحافظ على نفسك وعائلتك وتوازنك النفسي، لا أن تغامر بكل ذلك على طاولة الحظ".
وقالت إنّ "الخط الفاصل بين التسلية والإدمان هو لحظة فقدان السيطرة"، مشيرة إلى أنّ الشخص قد يظنّ أنه يلعب للمتعة، لكنه سرعان ما يجد نفسه غارقًا في خسائر مالية وعاطفية واجتماعية يصعب تجاوزها.
وأوضحت أن المقامرة منتشرة داخل بعض أوساط الجالية العربية في أستراليا، "لكنها تُمارس في الخفاء بسبب الخوف من الحكم المجتمعي"، لافتةً إلى أن البعض يفضل إخفاء المشكلة بدلًا من طلب الدعم.
"خطّط قبل أن تراهن": رسالة الحملة هذا العام
وبيّنت أبو غزالة أن شعار هذا العام Set Before You Bet أو خطّط قبل أن تراهن هو حملة وقائية تشجع على تحديد حدود واضحة قبل الانخراط في اللعب.
وقالت: "من المهم أن يضع الشخص سقفًا للمال والوقت الذي ينفقه على المقامرة، وأن يلتزم به بصرامة، لأن تجاوز هذه الحدود هو بداية الانزلاق إلى الخطر"، مضيفةً أن التخطيط المسبق "يقلل من احتمالات الانجراف نحو الكارثة".
علامات الخطر الأولى
ولفتت المستشارة النفسية إلى مجموعة من العلامات التي تستوجب الانتباه المبكر، مثل:
- محاولة استرداد الخسائر عبر اللعب المتكرر،
- قضاء ساعات طويلة دون وعي بالوقت،
- إهمال العلاقات الاجتماعية،
- أو اللجوء إلى الاقتراض أو بيع الممتلكات لتغطية الخسائر.
وقالت إنّ "تلك المؤشرات هي إشارات حمراء ينبغي التوقف عندها فورًا وطلب المساعدة".
لماذا نلجأ للمقامرة؟
وأشارت أبو غزالة إلى أن أسباب الانخراط في المقامرة متنوعة، من بينها "الرغبة في الربح السريع، أو الهروب من الواقع وضغوط الحياة، أو حتى البحث عن حياة اجتماعية بديلة في بيئة يشعر فيها البعض بالعزلة بعد الهجرة".
ومضت إلى القول إنّ بعض الأشخاص يدخلون هذا العالم نتيجة عدوى اجتماعية حين يرافقون أصدقاء يمارسون المقامرة بدافع الفضول أو الترفيه.
المستشارة النفسية في مؤسسة Arabic Welfare رولا أبو غزالة
وبينت أبو غزالة أن الخطوة الأولى للعلاج هي الاعتراف بوجود المشكلة، مضيفةً أن الوعي الذاتي هو "نقطة التحوّل الأساسية التي تسمح بطلب الدعم".
وقالت: "من دون إدراك أن هناك مشكلة، لن يتمكن أحد من المساعدة"، داعية إلى طلب الدعم من المقربين أو من المؤسسات المختصة مثل Arabic Welfare وGambler’s Help، التي تقدم خدمات استشارية ونفسية متخصصة وسرّية.
وصمة العار حاجز يجب كسره
وأوضحت أن "الخوف من كلام الناس يمنع الكثيرين من الاعتراف بالمشكلة"، مؤكدة أن "وصمة العار هي أخطر من المقامرة نفسها، لأنها تجعل الشخص يغرق بصمت".
وأضافت: "في مجتمعاتنا العربية ما زال الحديث عن القمار يُعتبر عيباً، لذلك من الضروري خلق بيئة آمنة تحفّز على البوح وطلب المساعدة".
رولا أبو غزالة : في منظمتنا نقدم الدعم النفسي بسرية تامة ونساعد الاشخاص على المنع الذاتي من أماكن القمار
دعم نفسي وسري
وذكرت أبو غزالة أن مؤسسة Arabic Welfare تقدّم دعماً نفسياً للأشخاص المتأثرين بالمقامرة في إطار من السرية التامة، موضحةً أن الخدمات تشمل:
- جلسات إرشاد فردية وجماعية
- المساعدة في إجراءات المنع الذاتي من صالات القمار
- التحويل إلى مستشارين ماليين في حال وجود ديون أو التزامات مالية.
وأكدت أن "كل من يشعر بأنه بدأ يفقد السيطرة يمكنه التواصل معنا بسرّية تامة للحصول على المساندة والدعم".
ودعت رولا ابو غزالة الاشخاص المتورطين بعالم القمار الى الانسحاب مبكرة وهو الافضل وخلصت الى القول "الرهان الحقيقي ليس على الطاولة، بل على نفسك. أن تتوقف قبل أن تخسر كل شيء هو أكبر انتصار يمكن أن تحققه."
ودعت إلى نشر الوعي في الجالية العربية، مؤكدة أن المساعدة متاحة وأن كل خطوة صغيرة نحو الوعي هي حماية للأسرة والمجتمع.

