من المتوقع أن تسود حكومة نيو ساوث ويلز حالة من الانقسام إزاء قانون "إنهاء الحياة بمساعدة طبية" العام المقبل حيث يسعى النائب المستقل أليكس غرينتش لتقديم تشريع من شأنه – في حال تمريره – إلحاق الولاية بركب فكتوريا وغرب أستراليا وتزمانيا في إضفاء القانونية على السماح للمرضى الميؤوس من شفائهم إنهاء حياتهم بمساعدة الأطباء.
وقال طبيب العائلة د. أنطوان باريش ان هذه الممارسة الطبية تعطي الحق للمريض باتخاذ القرار النهائي بخصوص إنهاء حياته. ولكن في ضوء تجارب ولايات أخرى فإن القانون المقترح لا يشمل سوى المرضى الذين تشير كل الأدلة الطبية إلى أن حالتهم الصحية متدهورة للغاية وموتهم "مسألة وقت".
ورغم معارضته الشخصية كطبيب لهذه الممارسة، اعترف باريش بأنه اضطر في مرحلة مبكرة من مسيرته الطبية إلى الامتثال لتعليمات الطبيب الاختصاصي وإنهاء حياة مريض قبل أكثر من 25 عاماً في إحدى مستشفيات ليفربول.
وعن تلك التجربة قال باريش في حديث لأس بي أس عربي 24: "أنا كنت طبيباً متدرباً والأخصائي المشرف على الحالة هاتفني وطلب مني إعطاء المريض 10 إبر من مخدر المورفين."
ولأن "الموت الرحيم" لم يكن قانونياً في ذلك الوقت، أوضح د. باريش أن هذا الإجراء كان موجوداً مما دفع السلطات إلى فتح تحقيق لكشف ما يحدث في عدة مستشفيات في سيدني.
وسيكون هذا القانون ثاني إصلاح اجتماعي "باهظ الكلفة" لحكومة غلاديس برجكليان بعد إلغاء تجريم الإجهاض العام الماضي والذي دفع في ذلك الوقت ثلاثة نواب لإعلان انشقاقهم عن الائتلاف قبل أن يتراجعوا عن موقفهم.
وتوقع النائب غرينتش أن يكون التشريع المنتظر جاهزاً للمداولة بحلول منتصف العام المقبل وسيعتمد على نموذج غرب أستراليا الذي تم تقديمه في وقت سابق من هذا العام ، والذي يفضله المؤيدون للنسخة الفيكتورية.

نائب سيدني أليكس غريتيتش Source: AAP
وفي الوقت الذي يعارض فيه كثيرون التشريع المقترح لأسباب دينية، أوضح د. باريش أن بعد الأمراض ولا سيما السرطان عندما يصل إلى العظم يؤدي بالمريض إلى اختبار "أوجاع لا تُحتمل".
في بعض الحالات يتمنى المريض الموت بسبب آلامه. يكون الموت متوقع خلال فترة لا تتجاوز بضعة أشهر.
ويتضمن النموذج الذي يؤيده غرينتش السماح للمرضى المصابين بأمراض عضال ويتوقع وفاتهم خلال 6-12 شهراً بالاستفادة من المساعدوة الطبية في إنهاء حياتهم. ويتضمن ذلك الأمراض العصبية كداء العصبون الحركي.
وشرح د. باريش أن "إنهاء الحياة بمساعدة طبية" لا يقتصر على إعطاء المريض "حقنة قاتلة" بل يتضمن أيضاً طرقاً أخرى غير مباشرة: "إذا كان المريض غير واع ويعيش على أجهزة الإنعاش، قد تقرر العائلة إيقاف جهاز التنفس وبالتالي يفارق المريض الحياة وهذا شكل من أشكال القتل الرحيم."
وكانت مجموعة تُعرف باسم "الموت بكرامة في نيو ساوث ويلز" قد أطلقت حملة رفعت التماساً إلى برلمان نيو ساوث ويلز طلبت فيه من أعضاء البرلمان من مختلف الأحزاب "العمل معاً" لتمرير القانون الذي اقترحه غرينيتش في عام 2021.
استمعوا إلى المقابلة مع طبيب العائلة د. أنطوان باريش في الملف الصوتي أعلاه.





