النقاط الرئيسية:
- تعتبر لوري هايتيان أن الرابح الأكبر في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل هو حزب الله الذي سجل نقاطه لدى الأمريكيين في اتفاقية سيئة
- ترى هايتيان أن فشل لبنان في فرض الخط ٢٩ سبّب خسارة حقل كاريش المضمون، مقابل حقل قانا غير مضمون، في مفاوضات سياسية اكثر من اقتصادية
- سمح الاتفاق للولايات المتحدة الأمريكية بتسجيل نقاط مهمة عقب الانتخابات التمهيدية لصالح أمن إسرائيل فيما ضمنت إسرائيل غياب تهديد لأمنها والخاسر الأكبر هو المواطن اللبناني في ظل فساد الطبقة الحاكمة
اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي استغرق عقدًا من الزمن، قد يفتح الباب لتعاون اقتصادي مبطن بين بلدين تفصلهما عداوة كتبت بالدم ومنعت قيام أي علاقات دبلوماسية.
أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاتفاق بين إسرائيل ولبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية واصفًا إياه بالتاريخي بين البلدين، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الاتفاق "بالإنجاز" الذي سيعزز أمن بلده ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن الاستقرار على الحدود الشمالية.
من جهته وصف الرئيس اللبناني ميشال عون بنود الاتفاق بأنها "مرضية" قائلًا إن "الصيغة النهائية للعرض ترضي لبنان وتلبي مطالبه وتحافظ على حقوقه في ثروته الطبيعية".
استهلت خبيرة النفط والغاز اللبناني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2011، والناشطة السياسية لوري هايتايان مداخلتها عبر برنامج “Good Morning Australia" من العاصمة بيروت بالإضاءة حول الموقف الأمريكي الداعم للاتفاقية التي تضمن أمن إسرائيل مع جيرانها العرب قائلة: "استطاع بايدن المحافظة على أمن إسرائيل من خلال هذه الاتفاقية وهذه ورقة رابحة له في الانتخابات التمهيدية القادمة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر"
هايتايان التي تترأس محفظة تطوير القدرات البرلمانية في معهد حوكمة الموارد الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تركز على الأدوار التشريعية والرقابية للبرلمانيين العرب في تقدم الإصلاحات في قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط، رأت أن لبنان ليس الرابح الأكبر، لا بل ليس رابحًا في هذه الاتفاقية:
لبنان ليس بالرابح الأكبر او حتى بالرابح في اتفاق سياسي يقيده
قدمت هايتايان قراءة تحليلية حول عدم توصل لبنان الى فرض الخط 29 على أجندة التفاوض وبهذا خسر لبنان حقل كاريش المضمون محتفظًا "باحتمال" إيجاد غاز في ربح غير مضمون في حقل قانا في مفاوضات سياسية أكثر منها اقتصادية: "السياسة لعبت دورًا كبيرًا في ترسيم الحدود البحرية وإن انطلقت عجلة النفط والغاز فالكلمة المفصلية ستكون للشركات المستثمرة وضمنًا للجانب الإسرائيلي والأمريكي"
وفي نفس السياق توقفت هايتيان عند اكتشاف حقل كاريش منذ عام 2013 في المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية ومع دخول لبنان في المفاوضات بين الجانبين عام 2020، وجد المفاوض اللبناني أن نصف حقل كاريش يقع في المنطقة المتنازع عليها وكان على لبنان إثبات حقه في حصته في هذا الحقل ولكنه تراجع:
للأسف تراجع لبنان ورئيس الجمهورية عن الخط 29 الى الخط 23 في معادلة كاريش المكتسب مقابل قانا غير المكتسب
وأردفت أن الاتفاق يعطي لإسرائيل الحق بالاستفادة من حقل قانا إذا ما ثبت أنه يتخطى الحدود الاقتصادية اللبنانية الى الجانب الإسرائيلي: "إذا ما اكتشف فلن يكون حقل قانا بموارده بأكمله للبنان لأن مَكمنه قد يتخطى الحدود اللبنانية إلى المنطقة الاقتصادية الاسرائيلية والاتفاق يعطي الحق لإسرائيل بتقاسم هذه الموارد"
اتفاق سياسي اذًا بحسب قراءة هايتايان سمح للولايات المتحدة الأمريكية بتسجيل نقاط مهمة عقب الانتخابات التمهيدية المقبلة لصالح أمن إسرائيل فيما ضمنت إسرائيل غياب تهديد لأمنها بينما الخاسر الأكبر هو المواطن اللبناني: "لن يستفيد اللبنانيون من هذا الاتفاق طالما الفساد يتغلغل في الطبقة الحاكمة وفي ظل غياب حكم القانون ولن يتمكن قطاع النفط من إنقاذ لبنان لا بل سيعزز الفساد في الطبقة الحاكمة"
وعمن هو الرابح الأكبر في هذه الاتفاقية: لبنان أم إسرائيل وضمنيًا الولايات المتحدة أم حزب الله، تجيب هايتيان بشكل واضح وصريح:
الرابح الأكبر هو حزب الله الذي سجل نقاطه لدى الأمريكي ولكن في اتفاقية سيئة وسنرى كيف سيترجم هذا سياسيًا
استمعوا الى الى المقابلة مع لوري هايتايان في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.