"تحرير الضمير العالمي": كيف تحول ميناء سيدني الى جسر بشري تحت سيل الأمطار دفاعًا عن الانسان؟ شهادات حيّة

Protesters rally with a sign across the Sydney Harbour Bridge.

Protesters walk across the Sydney Harbour Bridge during the pro-Palestinian rally in Sydney. Source: AAP / Dean Lewins

تحوّلت سيدني الى عاصمة حقوقية مع جسر بشري يحمل راية الإنسانية المنتهكة في غزة في مسيرة تاريخية تسببت بإغلاق الجسر الشهير بالرغم من تحذير الشرطة من أن هذا المشهد "كاد أن يتحول إلى كارثة"، مع مخاوف من تدافع الحشود على الجسر. ما الصرخة الإنسانية الواحدة التي رفعت هناك وكيف أعرب المشاركون عن مشاعرهم لمناصرة الحياة امام صمت عالم متخاذل؟


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

تتواصل المظاهرات الشعبية التضامنية مع قطاع غزة في عواصم العالم، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وسط فشل مساعي فرض وقف لإطلاق النار وفاتورة إنسانية باهظة.

من باريس الى لندن فسيدني، شهدت عطلة نهاية الاسبوع مظاهرة تاريخية حاشدة ضمت 90 ألف متظاهر دعما للإنسانية تحت الأمطار على جسر سيدني تقدّمها مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج ووزير الخارجية السابق بوب كار وعمدة سيدني كلوفر مور، وذلك بعد أن منحت المحكمة العليا الإذن بإقامة مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين على جسر الميناء في سيدني وهي المرة الأولى التي يُغلق فيها الجسر الشهير احتجاجًا على الحرب.

 

أقيمت المسيرة من أجل فلسطين يوم الأحد بعد أن ألغت المحكمة العليا في نيو ساوث ويلز قرارًا للشرطة برفض منح تصريح للمسيرة على الجسر لأسباب تتعلق بالسلامة العامة.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن التقديرات الأولية تشير إلى أن عدد الحشد بلغ 90 ألف شخص، بينما قدرت مجموعة العمل الفلسطينية، المنظمة للمسيرة، العدد بأنه أقرب إلى 300 ألف.

 أصدرت شرطة نيو ساوث ويلز تنبيهين مُحددين جغرافيًا حوالي الساعة الثالثة مساءً، وأمرت المسيرة بالعودة أدراجها "حفاظًا على السلامة العامة" ودافعت عن قرارها بمنع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين من التوجه إلى جسر ميناء سيدني، مشيرةً إلى مخاوف أمنية جدية.

ورغم سلمية المسيرة، وجهت الشرطة المتظاهرين إلى العودة أدراجهم مع اقترابهم من النهاية، تفاديًا للتدافع.

شكر قائد الشرطة آدم جونسون المتظاهرين على التزامهم بالتعليمات، قائلاً إنه يخشى الأسوأ إذا استمروا في التظاهر قائلًا:

"كان الوضع متوترًا للغاية. كان عدد الأشخاص أكبر مما رأيته في أي وقت مضى في مساحة صغيرة ومحصورة. وضعنا خططًا تكتيكية سريعة للتعامل مع الموقف في نقطة النهاية، وهي القسم الشمالي، وكنا غارقين في الأعداد. لذلك اضطررنا إلى اتخاذ قرار، وهو قرار محفوف بالمخاطر في حد ذاته، بإيقاف الأشخاص الذين يحملون رسائل، والتأكد من توقفهم ثم العودة أدراجهم".

في حين تسببت الاحتجاجات في بعض الاضطرابات في نظام النقل، أكدت شركة قطارات سيدني أن شبكة السكك الحديدية تعاملت مع الموقف بشكل جيد.


أعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي الأسبوع الماضي أن ادعاء إسرائيل بأن المجاعة ليست مشكلة في غزة "أمرٌ لا يُفهم"، وذلك بعد اتهامها إياها بانتهاك القانون الدولي بحجب المساعدات ما دفع الائتلاف إلى مطالبة "بكشف الحقائق"، مُشككًا في ادعاء ألبانيزي. وكان قد تحدث رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي مع رئيس الوزراء البريطاني مؤكدًا عزمه على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في نهاية المطاف، ولكن فقط بعد استيفاء عدة شروط مسبقة، بما في ذلك نزع سلاح حماس موضحًا:

لا يتعلق الأمر بالجدول الزمني. ليس هذا ما نبحثه. ما نبحثه هو الظروف التي ستعزز هذا الاعتراف والهدف إقامة الدولتين


في غضون ذلك، عبّر مجلس القيادة اليهودية عن انتقاداته لهذا المسار اذ يقول راسل لانغر ، مدير الشؤون العامة في مجلس القيادة اليهودية ، إن الاعتراف المبكر قد يُشجّع حماس:
 

"لطالما عارضنا الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية. والسبب هو أننا، رغم دعمنا لجميع الجهود المبذولة لإحلال السلام في المنطقة، تُعدّ هذه الخطوة غير مجدية في هذا الوقت. بتهيئة الظروف لإسرائيل وعدم توضيح أن الاعتراف لا يمكن أن يحدث بينما تستمر حماس في احتجاز الرهائن وتسيطر على قطاع غزة، فإن ما تفعله الحكومة هو بوضوح مكافأة على الإرهاب الذي ارتكبته حماس، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق."


بدورها تنفي إسرائيل وجود مجاعة في غزة، حيث كرر نائب رئيس البعثة الإسرائيلية هذا الادعاء في وقت سابق من هذا الأسبوع ما اعتبره ألبانيزي ادعاءً "يتجاوز المنطق". ورغم رفض نتنياهو باعتماد إسرائيل سياسة التجويع ومزاعم الإبادة، اعترفت زعيمة المعارضة سوزان لي بوجود "جوع ومجاعة في غزة"، وذلك بعد أسبوع من رفضها المتكرر الإجابة على السؤال مباشرةً.

يأتي هذا في الوقت الذي صرّح فيه نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، بأن نظام المساعدات الحالي غير مستدام.

"يحذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أنه بعد أربعة أيام من بدء الهدنات التكتيكية في غزة التي أعلنتها السلطات الإسرائيلية، لا نزال نشهد سقوط ضحايا بين طالبي المساعدة، ومزيدًا من الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية. ولا يزال الآباء يكافحون لإنقاذ أطفالهم الجائعين."

من على جسر ميناء سيدني وبالصوت العربي، كيف كان نبض الشارع؟ ما الذي حرّك الوجدان الإنساني لوقفة تضامنية بين الدمع وزخّات المطر من أجل غزة؟

شهادات حيّة في أصوات عربيّة في الملف الصوتي أعلاه.


هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد  وعلى SBS On Demand.

 

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

 

 

 

 

 

 

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand