يشارك الفيلم اللبناني "يونان" الذي حصد ثماني جوائز عالمية في إطار مهرجان سيدني للأفلام للعام 2025، الذي انطلقت فعالياته في الرابع من حزيران/يونيو ليختتم في الخامس عشر من الشهر الجاري، ليحمل ترحال النّفس الأبدي في تجربة وجودية للبحث عن الذات في شتات عوالم الغربة والعزلة النفسيّة في مشهديّة سينمائية آسرة تستوقف العين والقلب والوجدان.
تفرّد فيلم "يونان" للكاتب المخرج أمير فخر الدين، بالمشاركة العربية الوحيدة في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي ضمن دورته الخامسة والسبعين، لحصد حتى اللحظة ثماني جوائز دولية، من بينها ثلاث جوائز لخباز كأفضل ممثل عن أدائه في الفيلم.
يجسّد الممثل اللبناني جورج خبّاز في "يونان" دور منير الكاتب المهاجر الذي يعيش أزمة وجوديّة ستشكّل نقطة الانطلاق في رحلة البحث عن ذاته في تجربة سينمائية غنية تعالج عوالم الغربة والصدمة الثقافية والعوائق النفسية واللغوية التي يعيشها المهاجر في هجرة تكون قسريّة احيانًا وان في قلب المجتمعات التي تحتفي بالتنوع الثقافي والتعددية.
نقف مع الفنان اللبناني جورج خباز في المواجهة الأصعب مع الذات، في رحلة البحث عنها في فيلم يونان الذي اعتبره خبّاز نقطة مفصلية في حياته المهنية قائلًا:
هناك ما قبل وما بعد فيلم يونان في حياتي
يرى خباز أن الفيلم قد يعطي انطباعًا في بعده الاول بانه يحكي عن غربة الوطن والارض الا ان يونان يعيش غربة داخلية وازمة وجودية رافقته من الوطن في غربة غير معلنة.
يقول خباز:
يونان رحلة بحث عن الذات بطريقة فلسفية وشعرية على طريقة أمير فخر الدين السينمائية الرائعة
أغرم خباز في النص منذ القراءة الأولى فبات النص قصيدة مرئية في خياله وسرعان ما أدرك أن منير هو مرآة كاتبه اذ يقول:
" منير مرآة أمير فخر الدين لذا بادرت الى الغوص الى عالمه وتابعت كل مقابلاته لافهم عالمه وخلقت حال صداقة بيننا أكبر من تلك المهنية"،
أمير فخر الدين هو شاعر وابن شاعر لكنه اختار ان يكون شاعر الصورة من خلال هذا العمل
خباز الذي يعشق السينما التي تكشف عن ذاتها، يرى ان الكلام يبدأ بعد ان تبوح الصورة بتعبيرها اذ اختبر من خلال تجسيده لدور أمير، دعوة للقاء ذاته في مساحات الصمت دوت الحاجة للبحث عن أجوبة، في قلب العزلة كفرصة للقاء حميم مع الذات العارية من كل أقنعة، بهشاشتها دون تجميل. هو الذي يرى أن الاشياء الأهم في الحياة، لا اجوبة لها، يلتقي وفخر الدين بالإيمان المطلق بالخالق والقدرة الإلهية، ولكن ليس بطريقه طقسيّة ونمطيّة اذ يقول:
" ساعدني منير لأتصالح مع ذاتي ومع المرحلة التي أمر بها وفتح لي حوارًا صامتًا مع ذاتي للوصول للا أجوبة".
وحول التعبير غير اللفظي في اللا كلمة الذي كان محوريًا في حركة الفيلم والشخصيات في المساحة غير المألوفة يقول:
" منير تكلم دون ان يتكلم وهو الكاتب أي مصدر الكلمة الذي لم يعد يجد الكلمات بسبب الغربة النفسية".
خباز الذي رأى أن منير عاش غربة روحية غير معلنة، قال:
" طرحتُ على أمير السؤال التالي: من اين أتى منير والى اين يمضي؟ فأجابني"،
" ليس من المهم ان نعرف من اين أتى والى اين يمضي؛ وبذلك ارى ان اهم المشاريع الفنية هي التي لا تعطي حلولاً ".
يونان الذي لا يستخف بعقل المشاهد ولا يتعالى عليه بحسب خباز، لا يلعب على العواطف، ولكنه يسمح للمشاهد ان يرى ذاته على حقيقته.
خباز الذي يرى ان الكلمة أتت حيث فشل التفاهم الإنساني يقول:
" إن الصمت هو الصلاة وان كان يحمل جدلية، وصراعًا وشكًّا. في الصمت نبحث عن الصوت الحقيقي، لا عن صوتنا الذي يؤكد لنا اننا ما زلنا هنا".
هذا وحصد الممثل والكاتب والمخرج اللبناني جورج خباز جائزة عالمية في مهرجان "هونغ كونغ الدولي للأفـــلام" كأفضل ممثلٍ بــعد فوزه بجائزتين في مهرجاني "باري" "ميلانو" في إيطاليا، وجائزة أفضل ممثل ضمن فعاليات مهرجان روتردام للسينما العربية في هولندا، وذلك عن دوره في فيلم "يونان" للمخرج أمير فخر الدين.
هل كانت المرأة في يونان هي الغربة أم الوطن؟
وهو الذي أمضي عمره يحوّل الناس الى ورق والورق الى ناس، ماذا يقول عن لحظة تكريمه من قبل رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ونيله وسام الاستحقاق اللبناني الفضي تقديرًا لإشعاعه الفنيّ؟ هل التكريم في الوطن ينتشل إنسانه من حالة اللا وطن؟
كل التفاصيل في رحلة صوتيّة مع جورج خباز الذي سيبوح بالكثير لبترا طوق الهندي، في الملف الصوتي أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.