منذ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لم تتغير ملامح الحياة اليومية في غزة بشكل جذري. القصف توقف، لكن آثار الدمار لا تزال ظاهرة في كل شارع تقريباً.
السيدة فاتن درويش، إحدى سكان غزة وتحديداً في منطقة النصيرات وسط القطاع، تصف الواقع بقولها: "أروح عند أهلي، أكون جوعانة… وصلت فينا مرحلة أخجل أطلب خبزة أكلها لأنه بعرف الوضع صعب على الكل".
الحرب، كما تروي فاتن، لم تترك جانباً من حياتها دون أثر. فقدت أفراداً من عائلتها بينهم شقيقها، وابنة شقيقها التي لم تتجاوز العاشرة، وخالتها وأقارب آخرين.
أنا طول عمري في غزة، انولدت وتعلمت وتزوجت وجبت ولاد. بحب غزة وفلسطين، وفي كل شارع وزاوية هناك دمار.
مع انتهاء العمليات العسكرية، بدأت تظهر مؤشرات على تحركات دولية لإنعاش الوضع الإنساني، حيث جرى التوصل ضمن اتفاق الهدنة إلى ترتيب يسهل دخول المساعدات.
الأثر على البنية التحتية كان بالغًا. عدد كبير من المنازل دُمّر بالكامل، كما تضررت المستشفيات والمنشآت التعليمية بشكل واسع.
وأشارت تقارير من منظمات دولية أن بعض المرافق الصحية، مثل مستشفى ناصر في خان يونس، ما زالت تعمل بإمكانات محدودة، وسط نقص في الأدوية والمعدات، ما يعرقل تقديم الخدمات الطبية الأساسية.
وفي قطاع التعليم، انعكست الأزمة على أكثر من مستوى، حيث انقطع عن الدراسة عشرات الآلاف من الطلاب نظراً للدمار الذي لحق بالمدراس أو بسبب استخدامها كملاجئ للنازحين.
فاتن، كغيرها من سكان غزة، تبحث عن مخرج:
أنا بدي أطلع مع زوجي وولادي وعيلتي من غزة، نبلش حياة جديدة في بلد فيه أمان، ويكملوا تعليمهم ويعيشوا حياة فيها كرامة
ورغم استئناف دخول الشاحنات الإغاثية إلى غزة، فإن الاحتياجات تبقى أكبر بكثير من الإمكانيات المتوفرة، فالكهرباء ما زالت غير منتظمة، والمياه النظيفة غير متوفرة لكثير من السكان، كما أن الجهود الدولية لإعادة الإعمار تواجه تحديات تتعلق بتأمين التمويل وضمان دخول المواد الأساسية.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.