مع اقتراب موعد الانتخابات الفدرالية المقررة في الثامن عشر من أيار مايو الجاري، اشتدت ضراوة السباق الانتخابي في الوقت الذي تسعى فيه الأحزاب الرئيسية لاستمالة أصوات الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، خصوصاً في ظل نتائج استطلاعات الرأي التي رجحت نتائج متقاربة لتحديد الحزب الذي سيدير شؤون البلاد.
سماحة مفتي أستراليا ونيوزلندا الدكتور ابراهيم أبو محمد نظم ليلة أمس ندوةً انتخابية في سيدني، حضرها كل من زعيم حزب الخضر ريتشارد دي ناتالي، والسيناتور الأحرارية كونيشيا كونشيا فيرافانتي- ويلس، والنائبين العماليّين توني بيرك وجيسون كلير.
وفي كلمته الافتتاحية، دعا الدكتور أبو محمد أبناء الجالية للمشاركة في العملية الديمقراطية وأكد على اهمية الإدلاء بالصوت بطريقة دقيقة وصحيحة، ليتسنى للمسلمين الذين يصل تعدادهم في البلاد إلى 600 ألف شخص، الاضطلاع بدور أكثر فعالية في المشهد السياسي وممارسة حقوق المواطنة على أكمل وجه.
وأشاد سماحة المفتي بالأحزاب الكبرى، التي وان اختلفت في التوجهات فهي تسعى للنهضة بالبلاد ورفع مستوى معيشة المواطن، وأضاف: "أجمل في ما في أستراليا أن الأحزاب تعرض برامجها والمواطن هو الذي يختار."
وكان لافتاً حرص منظمي الحدث على دعوة الحضور لدقيقة صمت احتراماً لأرواح من سقطوا في الهجمات الإرهابية في سريلانكا ونيوزيلندا، وحرص المفتي في خطابه الإفتتاحي على إدانة الإرهاب أينما حل خرابه، وأدان الاعتداء على الكنيس اليهودي في سان دييغو نهاية الشهر الماضي.
ماذا حمل كل من الأحرار والعمال والخضر من وعود انتخابية؟
حزب الأحرار: "من الضروري استحداث قانون يحمي الحريات الدينية"
اختارت عضوة مجلس الشيوخ الأحرارية كونيشيا فيرافانتي- ويلس أن تبدأ خطابها الافتتاحي بالثناء على الجهود التي بذلها المسلمون للمشاركة في بناء البلاد والنهضة بها، وأشارت إلى تاريخ وصول أول دفعة من المسلمين إلى البلاد منذ أكثر من 150 عاماً.
وإلى جانب المحاور الأساسية للخطاب الانتخابي الأحراري القائم على تسويق الأجندة الاقتصادية وأهمية ذلك في رفع عدد الوظائف، عرّجت فيرافانتي- ويلس على موضوع حرية المؤسسات الدينية قائلة: "تحدث عدد كبير منكم معي عن مخاوفه خلال فترة تشريع زواج المثليين، وأظهرتم دعمكم للعائلة التقليدية كحجر أساس في المجتمع (..) من المهم استحداث قانون يحمي الحريات الدينية."
وعن أهمية مشاركة المسلمين في العملية الانتخابية، عبرت فيرافانتي- ويلس عن سعادتها بالمشاركة في اللقاء الانتخابي، قائلة في حديث لـ SBS Arabic24 أن أحد أهم الرسائل التي كانت ترغب بإيصالها تتمحور حول تشجيع الأشخاص على الانخراط في السياسة ووضحت قائلة: "إذا كنت لا توافق على سياسة ما أو ترغب تغييرها، عليك الانخراط في العملية. على سبيل المثال يعيش في نيو ساوث ويلز أكثر من 8 ملايين شخص، 30 ألف منهم فقط أعضاء في أحزاب."

Senator the Hon Concetta Fierravanti-Wells during the Election Symposium. Source: SBS Arabic24
حزب العمال "سئمنا من التسامح مع الكراهية في البرلمان"
حضور حزب العمال في الندوة كان بارزاً من خلال النائب العمالي توني بيرك الذي ألقى خطاباً افتتاحياً نارياً، هاجم فيه الحكومة الائتلافية محملاً اياها مسؤولية "تدهور" الوضع في البلاد، وذكر بتصريحات سابقة لوزير الأمن الداخلي بيتر داتون في الماضي عن المهاجرين اللبنانيين من المسلمين واعتبار السماح لهم بالدخول إلى البلاد بـ "الخطأ".
وأضاف بيرك انه سئم من "التسامح مع الكراهية" في البرلمان، وقال أنه لا ينبغي أن يُمنح شخص مثل فرايزر أنينغ منبراً للإدلاء بخطابات تبث الكراهية وتعرض حياة المواطنين لخطر وأضاف: " البلاد تحتاج لحكومة جديدة لا تبرم صفقات مع هكذا شخصيات."

Hon Tony Burke MP Source: SBS Arabic24
حزب الخضر: "إذا سئمتم من الأحرار والعمال، صوتوا لنا"
حزب الخضر كان حاضراً بقوة ممثلاً بزعيم الحزب ريتشارد دي نتالي والذي ركز في خطابه الافتتاحي على الجانب الإنساني للحزب، مستذكراً موقف أعضائه المؤيد لقانون الإخلاء الطبي.
وإلى جانب وعود الخضر بتقديم خطة شاملة تكفل رعاية طبية مجانية للأسنان لجميع الأستراليين، ورفع إعانات السنترلنك بقيمة 75 دولار أسبوعيا، تحدث دي نتالي عن موقف حزبه الرافض للتصريحات المسيئة للإسلام والمسلمين، وأردف قائلاً " نواب الخضر كانوا النواب الوحيدين الذين غادروا قاعة البرلمان اعتراضاً على خطاب بولين هانسون التي قالت فيه إن أستراليا تغرق بهجرة المسلمين."

Senator the Hon Richard Di Natale Source: SBS Arabic24