أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز عن حزمة من الإصلاحات في قطاع سيارات الأجرة، من أبرزها إلغاء السقف الأعلى لتراخيص الأجرة في الولاية، وإلغاء الحد الأعلى لأجرة الرحلات، مع استثناءات تشمل العملاء ذوي الإعاقة أو الأشخاص الذين يستقلون سيارات الأجرة من مطار سيدني.
النقاط الرئيسية
- إعلان حكومة نيو ساوث ويلز عن حزمة من الإصلاحات في قطاع سيارات الأجرة
- الإصلاحات الجديدة لاقت انتقادات من السائقين القدامى
- السائقون يعتبرون أن التغييرات ستنعكس سلباً على القطاع المنهك أصلاً
وجاءت الإصلاحات استجابة لمراجعة مستقلة في هذا القطاع، ومن المفترض أن توفر حرية أكبر لسائقي الأجرة للعمل وفقاً للطلب الفعلي على خدمات النقل، وأن تساهم في خفض الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
كما تفترض التوصيات أنه عبر إزالة التكاليف المرتبطة بالتراخيص، تصبح سيارات الأجرة أقل تكلفة وأكثر جاذبية مقارنة بخيارات أخرى لنقل الركاب مثل أوبر.
في المقابل، لاقت الإصلاحات الجديدة ردود فعل قوية في أوساط السائقين القدامى ممن دفعوا مبالغ كبيرة مقابل ترخيص التاكسي، حيث تخطى ثمن الرخصة منذ سنوات قليلة أربع مئة ألف دولار.
بدأ سائق التاكسي السيد سهيل شعيا عمله في هذه المهنة منذ عام 1991 في سيدني. وبعد أن جاب شوارعها وطرقاتها خلال ثلاثين سنة قضاها في خدمة ساكني المدينة وزائريها، يبدو أن التاكسي تجوب طريقاً مسدود الآفاق.
وفي لقاء مع أس بي أس عربي24، تحدث السيد شعيا عن الأوضاع الصعبة التي تواجه سائقي التاكسي معتبراً أن الإصلاحات والتغييرات الجديدة ستنعكس سلباً على قطاع التاكسي المنهك أصلاً جراء تغيّر نمط العمل ومنافسة قطاع النقل المشترك مثل أوبر وجائحة كورونا.
وفيما يرى الكثيرون أن رفع الحد الأعلى لعدد تراخيص التاكسي المعمول به في الولاية أمر إيجابي، يرى السيد شعيا "أن وقع الإصلاحات الجديدة سيكون سلبياً للغاية على السائقين الحاليين: "لا أعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح لأن سائقي التاكسي يحصلون على أجر منخفض اصلاً، هناك 6,500 تاكسي في سيدني، وحين تكون هناك أعداد أكبر لسيارات الأجرة على الطرقات، هذا يعني منافسة أكبر ومدخولاً أقل."
وأشار السيد شعيا إلى ما يعانيه سائقو التاكسي الذين يعملون في قطاع منهك قائلاً: "الأمور ستكون صعبة".
وكان على قطاع التاكسي أن يتعامل مع دخول أوبر السوق الأسترالية حيث وُصفت المنافسة بالشرسة بالإضافة للضرر الذي تسببته إجراءات كورونا وإغلاق الحدود: "الوضع صعب، أثرت كورونا علينا ووسائل النقل المشترك خفضت أكثر من أجورنا المتدنية جداً مقارنة مع باقي المصالح الأخرى. "
"الأجر الصافي المتوسط لسائق التاكسي 14 دولار في الساعة، لكن السائقين يعملون لساعات طويلة، نحن نداوم 12 ساعة في اليوم وهذا ما يجعلنا نقف على أرجلنا."
أضاف السيد شعيا أن قطاع التاكسي يواكب التطورات التكنولوجية ويتفاعل مع التغييرات الحياتية ويستخدم التطبيقات التي توفر خدمة الحجز والطلب ومتابعة السائق وتحديد الموقع.
وأشار السيد شعيا الى أن تسعيرة الرحلات في التاكسي تنافسية بعكس ما هو شائع، فهي لا تفوق تسعيرة باقي خدمات النقل المشترك: "في الواقع غالباً ما تكون أجرة التاكسي أرخص من أوبر."
وبالنسبة لتوسيع المنطقة الجغرافية لسائقي التاكسي، لم يتفق السيد شعيا مع النظرة الأيجابية لهذا الإصلاح معتبراً أن "التحدي الأكبر يكمن في العدد المتزايد المحتمل لسيارات التاكسي في شوارع المدينة والذي سيخفف من العمل أينما كان."
"الأجور ستكون أقل بكثير مما هي عليه الآن والعمل على التاكسي لن يجدي نفعا وقد لا يستحق العناء."
ومع إغلاق الحدود الدولية واستمرار قيود كورونا على المطارات والسفر، خسر سائقو التاكسي شريحة من عملهم اليومي: "كورونا أثرت بشكل كبير علينا، 40% من أعمالنا تعتمد على حركة المطارات، لا زلنا حتى الآن متضررين من إغلاق الحدود، ولا نستفيد من الوافدين الذين يتحتم عليهم الانتقال إلى فنادق الحجر الصحي فور وصولهم."
وأضاف السيد شعيا: "50% من أصحاب الأعمال يعملون عن بُعد، كنا نقلُّهم الى أماكن الاجتماعات، أما الآن فلا حاجة لهم للتنقل كما قبل."
وأعرب السيد شعيا عن امتنانه لدفعة دعم الأجور التي كانت أطلقتها الحكومة الأسترالية ضمن خطة الاستجابة لوباء كورونا، والتي ساعدت سائقي التاكسي وسائر العاملين الأستراليين على المضي قدماً والحفاظ على مهنهم ومصالحهم ووظائفهم.
والجدير بالذكر أن ثمن رخصة التاكسي غير واضح وحركة البيع والشراء شبه معدومة بعدما وصلت تراخيص الأجرة إلى أسعار قياسية: "تخطى سعر رخصة التاكسي الـ 480 ألف دولار، أما الآن لا من يشتري ولا من يبيع."
"أعرف من اشترى رخصة تاكسي بـ 80 ألف دولار بعد أن كانت تباع سابقاً بـ 480 ألف دولار، إلى الآن لا نعرف التسعيرة التي ستحددها الدولة ولا بد أن الخسارة محتمة على من دفعوا مبالغ باهظة مقابل الرخصة التي اشتروها."
وكثيرون هم من اعتبروا التاكسي مصلحة آمنة تدر على صاحبها مردوداً مالياً جيداً واستثماراً تجارياً مجزياً: "كان سعر التاكسي يضاهي سعر البيت، وفي الوقت الذي ارتفعت به أسعارالبيوت أصبح أصحاب التاكسي من الخاسرين."
وفي سياق متصل، تحدث السيد شعيا عن الرابط الودي الذي قد يجمع ما بين الزبائن وسائق التاكسي: "الحديث اللطيف والتعاطي مع الزبائن يسعدنا، يفتحون لي قلوبهم وأنا أفتح لهم قلبي."
وأخيراً، أمل السيد شعيا أن تقوم الحكومة بتحسين ظروف العمل وأوضاع قطاع التاكسي: "العمل على التاكسي صعب ومتعب وهو مهنة مضنية حتى أن القيادة بحد ذاتها في سيدني غير سهلة."