في صيف 2016 وصل عمر الجلبي قادما مع عائلته من العراق إلى عمان بحثا عن علاج لعلي الذي ولد بتشوه كبير في القلب كان يستدعي إجراء عمليات متقدمة لإنقاذ حياته.
ويقول عمر إن المستشفيات الأردنية اعتذرت عن تقديم العلاج لولده الصغير لعدم توفر الامكانيات، فما كان منه إلا أن تقدم إلى مكتب الأمم المتحدة طالبا إيجاد مساعدة طبية في أي دولة من دول العالم.
ويقول عمر: "لم تكن أستراليا في بالي عندما طلبت المساعدة، لكن بعد عدة أشهر جاءني اتصال من السفارة الأسترالية في عمان يعرضون علينا استعداد أستراليا لاستقبالنا والتكفل بكل العلاجات الطبية لعلي".

عمر الجلبي ممتن لأستراليا لأنها أنقذت حياة ابنه علي Source: Omar Chalabi
وتم كل شيء في غضون شهر حيث أمنت أستراليا سفر العائلة برفقة طاقم طبي من عمان إلى دبي، ومن دبي في رحلة خاصة إلى سيدني برفقة طاقم طبي آخر كان يشرف على حالة علي دون توقف، ووصلت العائلة إلى سيدني في نفس العام.
ويذكر عمر كيف تم نقل ابنه علي مباشرة من مطار سيدني إلى مستشفى الأطفال في وستميد حيث بوشرت الفحوصات والتحاليل إلى أن تم إجراء عمليات جراحية عديدة لعلي بعدها، أنقذت حياته وأعطته فرصة للتمتع بحياة عادية مثله مثل أي ولد بعمره.
"بعد ساعتين من وصولنا إلى سيدني كنا في مستشفى وستميد للأطفال حيث أجريت الفحوصات اللازمة، وأجريت أول عملية خلال أربعة أيام، وبقي خمسة عشر يوما في العناية المركزة. وقد خضع لعدة عمليات بعدها، ولا تزال المتابعة مستمرة لغاية هذه اللحظة".
"أستراليا أنقذت حياة ابني وأنقذت عائلة بكاملها لناحية العلاج والتعليم والعمل".

الطفل علي الجلبي في المستشفى بعد الخضوع لعملية في القلب Source: Omar Chalabi
ويقول عمر الجلبي إن المعاملة الإنسانية والمتابعة الدقيقة أثرت كثيرا في نفسه وفي بقية أفراد العائلة.
"تأثرنا كثيرا بالمعاملة الإنسانية حتى أن ابنتي قررت دراسة التمريض بعدما رأت معاملة الممرضين والأطباء لأخيها علي، وهي الآن تدرس التمريض في الجامعة، وهي متفوقة في دراستها".
لا ينكر عمر أن الاستقرار كان صعبا في بداية الطريق، لكنه يقول إنه وبفضل المنظمات المتعددة استطاعت العائلة أن تصل إلى مستوى عال من الاستقرار والانخراط في المجتمع.
واليوم وبمناسبة "يوم الجنسية الأسترالية" الذي تحتفل به أستراليا في 17 أيلول سبتمبر من كل عام للتأكيد على أهمية الجنسية الأسترالية وعلى المسؤولية والامتيازات التي تواكبها، يقول عمر الجلبي إنه سعيد جدا لأنه مُنح الجنسية الأسترالية منذ أسبوعين.

علي الجلبي يعيش مع عائلته في سيدني حيث يتمتع بصحة جيدة Source: Omar Chalabi
"حصلت على الجنسية يوم 9/4 وشعرت وكأنني ولدت من جديد".
"أنا ممتن جدا لأستراليا ورسالتي هي: احترموا قانون هذه البلاد ولا تقوموا بأي مخالفة وكونوا مثالا للمواطن الصالح حتى أمام جيرانكم، فإنسانية أستراليا تفوق الحدود والقارات".
استمعوا إلى قصة عمر الجلبي وابنه علي في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.