منذ بداية جائحة كوفيد-19 في أذار مارس الماضي، وقصص ضحايا الفيروس تثير شجون أبناء الجالية العربية وتذكرهم بضرورة عدم التراخي في اتباع الإجراءات الصحية التي تسعى لمنع كوفيد-19 من حصد أرواح المزيد من أحبتنا وأصدقائنا وأبناء مجتمعنا.
ولكن منذ البداية أيضاً، المشككون بصدقية الفيروس ومدى خطورته، يصبون الزيت على نار الشائعات ونظريات المؤامرة التي تلقى رواجاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي وتسهم في إغراقنا بمزيد من الألم والحسرة على من لم يسعفه الوقت بتلقي اللقاح.
النقاط الرئيسية
- توفي هاشم خليل وزوجته كوكب خلال أسبوع جراء إصابتهما بفيروس كورونا.
- ناشد ابنهما خليل أبناء الجالية العربية بضرورة التنبه لخطر الفيروس ودحض نظريات المؤامرة.
- أكّد خليل على ضرورة اتباع نصائح الأطباء وخبراء الصحة والثقة في الإجراءات الحكومية.
أحدث مآسي الجالية العربية، وفاة الزوجين هاشم وكوكب خليل بعدما أصيبت الزوجة (82 عاماً) بالفيروس وتبين بعدها بأيام أن خمسة من أفراد العائلة مصابون أيضاً بمن فيهم الأب وأحد الأبناء وفردين آخرين من العائلة التي تضم خمسة أبناء وثلاث بنات وثلاثة وخمسين حفيداً.
روى الابن خليل ابراهيم ما حدث لأس بي أس عربي24 قائلاً: "في السابع والعشرين من تموز يوليو الماضي، شعرت الوالدة بضيق تنفس، طلبنا الإسعاف ونقلوها إلى المستشفى وتبين خلال نصف ساعة أنها مصابة بكوفيد-19".
وبعد ذلك تواصلت دائرة الصحة في نيو ساوث ويلز مع العائلة، وطلبوا من الجميع إجراء فحوصات كوفيد: "تبين أن والدي رحمه الله كان قد التقط العدوى وشقيقي وزوجة شقيقي وابنة خالي أيضاً".

Source: Getty Images
يقول خليل: "لم يكن والدي يعاني من أية أمراض مزمنة. صحيح أن الوالدة عانت من السرطان لأربع سنوات إلا أنها تغلبت عليه. انتصرت على السرطان ولكن لا أحد يستطيع الوقوف في وجه كوفيد، لا كبير ولا صغير".
خليل ابراهيم: قلبنا مكسور ومن ليس لديه أب وأم لا يساوي شيئاً.
وفي إطلالة تلفزيونية على القناة التاسعة وضمن برنامجA Current Affair ، روى خليل وزوجته باسمة التجربة القاسية للعائلة وتوجها برسالة إلى أبناء الجالية العربية بضرورة أخذ اللقاح "حفاظاً على أرواح أحبتهم".
أصداء هذه الإطلالة لم تكن ايجابية لدى الجميع وفق ما قال لنا خليل: "البعض اتهمني بأنني تسلمت مبالغ مالية من القناة التاسعة لأقول ما قلته. كل هذا الكلام كذب ومحض افتراء".
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الفيدرالية وحكومات الولاية تسعى جاهدة لرفع نسبة التطعيم على أن تصل الجرعات إلى 70% من الأستراليين على الأقل ليتسنى رفع الإغلاق. والمؤسف أن الراحلان (هاشم وكواكب) كانا ينويان الحصول على جرعة المطعوم قبل ثلاثة أيام ولكن الوقت لم يسعفهما وداهمهما الموت جراء الإصابة بمتحور دلتا شديد العدوى.
"أرجو من الجميع عدم الالتفات للمعلومات الخاطئة. هل يُعقل أن الأطباء يريدون قتل الشعب، هذا مستحيل" بهذه الكلمات استنكر خليل تشبث البعض بنظريات المؤامرة المحيطة بلقاحات كورونا وطلب من أبناء الجالية العربية "وضع الثقة في الإجراءات الحكومية".
وشرح خليل الحالة النفسية الصعبة التي تمر بها العائلة: "قبل وفاتهما (والديه) لم نراهم منذ أربعة أشهر بسبب الإغلاق. مرّ شهر رمضان وعيدين دون أن نراهم. أرجوكم، كرمال الله، لا تخرجوا من البيت دون سبب ولا تزروا أحباءكم وخذوا اللقاح".
استمعوا إلى المقابلة مع خليل ابراهيم في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.