ولد جميل عام 1946 في مدينة اللِد التي سرعان ما سينسلخ عنها ليكبر في الأردن التي يحب ويفخر بها.
النقاط الرئيسية
- ترك جميل بطشون فلسطين عام 1948 وكان آنذاك رضيعًا على ذراعي والدته
- هاجر إلى أستراليا في عام 1969 وشعر باحترام كبير من اللحظة الأولى لوصوله على عكس ما كان يشعر به في البلدان العربية كفلسطيني
- عمل في أستراليا كمدرب على القيادة مؤسسًا أول مدرسة عربية للقيادة
يستذكر ربما حنينًا وارتباطًا تشرّبه عبر والدته التي رفضت أن تترك هوية وإن تركت أرضًا. لا يذكر جميل الكثير عن فلسطين الي هُجّر منها في عمر السنة والنصف حيث انتقلت العائلة إلى الأردن قائلًا:
لا أذكر شيئًا عن فلسطين إذ طردنا منها وكان عمري سنة ونصف
هاجرنا إلى الأردن دون أن نأخذ معنا أي شيء. كنا على درجة عالية من الفقر فكانت مرحلة صعبة على الوالد والوالدة. عشنا في أماكن تشبه المخيمات ولم يكن لدينا فرصة للعمل كلاجئين"
وأضاف قائلًا إنه يشعر بالفخر تجاه الأردن وطنه، كما لبنان والعراق والبلدان العربية كافة، ولكنه لا يفتخر بالأنظمة العربية التي لم تشعر الفلسطينيين بالانتماء قائلًا:
"الأردن هي وطني فنحن شعب واحد، ولكن مع الأسف لم تسمح لنا الأنظمة العربية أن نشعر في البلدان العربية أننا أخوة عرب من مجتمع متكامل، كانوا يعتبروننا دائمًا لاجئين ومهاجرين".
شرح بطشون أن الأسباب أصبحت واضحة بالنسبة له، معتبرًا أن الأنظمة العربية لها دور في خدمة المصالح الأميركية والإسرائيلية قائلًا:
عشنا حياتنا كلها في البلدان العربية كغرباء ومهاجرين ولاجئين
اختار جميل الشاب أن يترك الأردن والسعودية والكويت مكان عمله ويغامر في طريق الهجرة إلى أستراليا في الثاني من شباط/فبراير عام 1969 وكان يبلغ من العمر آنذاك 23 سنة. فالغربة في البلدان العربية كانت أقسى بكثير من أستراليا التي احترمته من اللحظة الأولى كإنسان قائلًا:
لا مجال للمقارنة بين الغربتين، فعندما كنا ننتقل كفلسطينيين من بلد عربي إلى آخر، كنا وكأننا ننتقل من سجن إلى آخر، إذ لم يكن لدينا أية حقوق
يعتبر بطشون أن هجرته إلى أستراليا هي نعمة من عند الله ويصف انطباعه الأول عن أستراليا قائلًا:
"شعرت بالحرية وبالاحترام منذ أول لحظة لي في مطار سيدني، لم أكن أجيد الإنكليزية فقدموا لي المساعدة بكل احترام فللإنسان كرامة في هذا البلد".

Jamil's late mother Elene surrounded by her children Source: Jamil Batshon
كنت أشعر أنني غبي في أستراليا
شرح بطشون أنه لم يكن يمتلك الاستعداد للتعلم والتأقلم، ومع اختلاف اللغة والثقافة وطريقة الحياة، كان يشعر أحيانًا أن الأستراليين وقحون وفي المقابل كانوا يشعرونه أنه غبي لأنه غريب عن نظام لم يعتد عليه قائلًا: "لم يكن الأستراليون قادرون على فهم ما أحاول أن أقوله، فكانوا يتجاهلونني وبسبب ذلك شعرت أنهم وقحون، ولكن بعد تأقلمي مع اللغة والثقافة، اختفت هذه الفكرة من عقلي".
أول مدرسة عربية لتعليم القيادة
كانت الطرقات أصعب شيء بالنسبة له وللمهاجرين العرب، لذا كان غالبًا ما يقود سيارته إلى موقف الباص ليطلب من أحدهم مرافقته في الطريق لإرشاده مما دفعه لتأسيس أول مدرسة عربية لتعليم القيادة عام 1974 قائلًا:
"كانت الهجرة من لبنان بشكل خاص أكثر من أي بلد عربي آخر، وكان أصدقائي اللبنانيون يعانون من صعوبة الحصول على رخصة القيادة بسبب عائق اللغة مما دفعني لأخدم الجالية من خلال هذه المبادرة".
شاركنا بطشون بطرائف عديدة خلال عمله هذا في سنين التدريب على القيادة.
فارقت الوالدة أم خليل الحياة قبل أربعة أسابيع عن عمر يناهز الـ 100 عام، لكنها لم تفارق فلسطين يومًا. يفهم اليوم جميل أكثر من أي وقت مضى تمسكها بأرضها وهويتها ويتفهم وجعها اليوم بعد رحيلها قائلًا:
طُردت أمي من فلسطين، ولكنها لم تترك فلسطين، فحملت فلسطين في قلبها وعقلها وهاجرت إلى أستراليا، فكانت أمي ترفض التحدث بغير اللغة العربية
يقول بطشون إنه حمل القضية الفلسطينية ومجموعة من الشباب الفلسطيني المهاجر، فبادر في تأسيس "نادي القدس" لخدمة النضال والقضية الفلسطينية لذا كان لا بد من إظهار الشخصية الفلسطينية في التسمية فاختار أن يغيّر اسمه إلى "النادي الفلسطيني".
يعتبر بطشون أن أستراليا هي وطنه قائلًا:

Jamil's late mother and father. Source: Jamil Batshon
"أستراليا وطن عزيز علي كفلسطين، فيها ترعرعت وبنيت عائلة وشعرت أن لدي قيمة كإنسان وحصلت على كل حقوقي دون الانتماء إلى حزب أو طائفة على عكس بلداننا العربية"
وختم داعيًا أحفاده العشرة لأن يعملوا بإخلاص لأنفسهم ويساعدوا الآخرين لبناء مستقبل أفضل لهم ولباقي أفراد المجتمع.

Jamil Batshon with his grandchildren in Sydney representing Palestine in a soccer tournament in 2017. Source: Jamil Batshon