قال المصوّر والناشط الثقافي سمير صفّار إن شغفه بالتصوير بدأ كهواية بعد مغادرته العراق في أعقاب عام 2003، وسرعان ما تحوّلت الكاميرا إلى رفيق دائم، وإلى وسيلة لرواية حكايات الناس واللحظات والمناسبات.
وفي حديثه لإذاعة أس بي أس عربي ، أوضح صفّار أن علاقته بالكاميرا تطوّرت بشكل عفوي، لكنها سرعان ما أصبحت شغفا مواظبا ومسؤولا حين بدأ بتوثيق الفعاليات الثقافية والدينية والمجتمعية للجالية العراقية والعربية على حد سواء في مدينة ملبورن الأسترالية.
بالنسبة له، الكاميرا ليست أداة عمل .. بل صديق يرافقه على الدوام، وحليف في معركة خفية ضد النسيان والمحو والزمن.
وقال عن ذلك "الكاميرا صارت جزءا من يومي، لا أستطيع الخروج من دونها. صارت مثل الصديق القريب ترافقني اينما اذهب".
وأضاف أن من بين أبرز اللحظات التي وثّقها، صورة التقطها للبابا الراحل فرنسيس خلال إحدى الفعاليات، واصفًا إياها بأنها "من أجمل وأهم الصور في أرشيفه الشخصي".

البابا الراحل فرنسيس بعدسة الفوتغرافي سمير صفار
الصورة تتجلى في قدرتها على احياء الماضي وقوتها في نفخ الروح بالاشخاص وبالامكنة وبالتالي تكون سببا لهزيمة الموت والانتصار على الزمن
وأشار صفّار إلى أنه وثّق عبر عدسته مناسبات كثيرة، من نشاطات نادي بابل والكنيسة الكلدانية، إلى مهرجانات أكيتو وملتقيات المنتدى العراقي وسورايا، وغيرها من الفعاليات التي تعكس تنوّع الجالية وارتباطها بجذورها الثقافية والدينية.

تراث لا يغيب ..أمسية موسيقية عراقية في ملبورن بعدسة سمير صفّار
وحول اللحظات الطريفة التي عايشها خلال مسيرته، استذكر بعض المواقف التي التُقطت فيها صور غير متوقعة أو ارتبكت بسبب دخول أشخاص إلى الإطار، لكنه رأى أن "الفوضى أحيانًا تصنع الجمال"، وأن "اللقطة التي تأتي من دون ترتيب قد تحمل الصدق والعفوية أكثر من أي لقطة محسوبة".
وعن الصورة التي يسعى الى التقاطها ، عبّر صفّار عن رغبته بتصوير لحظة شروق الشمس وغروبها على الصخرة الحمراء الشهيرة "Uluru" في قلب أستراليا، قائلاً إن "هذه الصورة تمثل حلما مؤجّلا، لكنها ستكون لوحة مكتملة، فيها سكون المكان، وعمق الزمن بالاضافة الى أثرها الروحي".
وختم بالقول إن توثيق المناسبات لا يعني فقط الاحتفاظ بالذكريات، بل هو مشاركة وجدانية مع المجتمع، ورسالة بصرية تحفظ الملامح والوجوه واللحظات من النسيان.

عدسة الفوتغرافي سمير صفار تلتقط نبض الشارع في استراليا
المزيد في الملف الصوتي أعلى الصفحة.