من كان يفكر يوماً بأن مواد بلاستيكية فارغة يمكن أن تصبح مواد صالحة للبناء؟ فريقٌ من الباحثين في أستراليا، يقوده عالم عراقي الأصل، فكّر بذلك ونجح!
وللمفارقة أن المواد التي نتحدث عنها هي نفايات لمنتجات البلاستيك المستخدمة في عمليات غسل الكلي، أي للأشخاص الذين هم على لائحة الانتظار لزارعة الأعضاء أو قد يصبحون على هذه اللائحة. بذلك تكون لأسبوع التوعية على وهب الأعضاء ناحية أخرى لا علاقة لها بجسم الإنسان بل بالجسم الاجتماعي.
وفي خلاصة هذا الخبر أن فريقاً من الباحثين لدى جامعة ديكن بقيادة الدكتور في الهندسة الإنشائية رياض العامري، تمكّن من إدخال النفايات البلاستيكية الناجمة عن جلسات غسل الكلي في الإسمنت بشكل يجعله أكثر صلابة لأنه يخفّض معدل امتصاصه للمياه بنسبة 30%. ومن شأن زيادة معدل حماية الإسمنت من المياه أن يخفف من نسبة تآكل قضبان الحديد التي تكون مصبوبة في داخله.
وهناك الآلاف من أطنان نفايات غسل الكلي البلاستيكية التي يجري التخلص منها سنوياً في المكبات الصحية. والاستفادة من هذه النفايات بهذه الطريقة ابتكارٌ علمي وإنجاز اقتصادي في آن واحد.
ويبدو أن لا حدود لإعادة تصنيع الأشياء أو إعادة تدويرها. فقد ذكرت صحف فيرفاكس اليوم أن مصنعاً في سيدني سوف يحوّل ربع مليون طن من النفايات إلى وقود كل سنة. وسوف تؤدي هذه الكمية من النفايات المعاد تصنيعها بهذا الشكل إلى الاستعاضة عن حوالى مئة ألف طن من الفحم الحجري وعن وقود لـ 20 ألف سيارة.
عن استخدام نفايات مواد غسل الكلي في البناء، نتحدث مع رئيس فريق الباحثين الذي توصل إلى هذا الاكتشاف الدكتور رياض العامري، وهو مدير الدراسات العليا في كلية الهندسة في جامعة ديكن.