هكذا يمكن اختصار المشهد السياسي في أستراليا الآن، بعد أيام من التكهنات حول احتمال حصول تغيير في رأس الهرم الحكومي، بحيث يحل وزير الأمن الداخلي بيتر داتن مكان رئيس الوزراء مالكوم تورنبول في تحدٍّ آخر على الزعامة. والسؤال المطروح الآن لا يبدأ بـ "هل"، بل بـ "متى" يحزم داتن أمره ويدعو تورنبول إلى حلبة المنازلة السياسية؟
ومع تعاظم شعوره بالخطر الداهم تراجع تورنبول صباح اليوم عن سياسته الخاصة بالطاقة والتي أطلقت شرارة النزاع الحالي. وتزامن هذا التراجع المحرج لتورنبول مع إعلان فرع حزب الأحرار الوطني في كوينزلاند دعمه لداتن ودعوته لتورنبول إلى التنحي.
إذا تحدى داتن تورنبول وأطاحه، سيكون رئيسُ الوزراء الأسبق جون هاورد آخر رئيس للوزراء أكمل عهده وحاسبه الناخبون مباشرة في صناديق الاقتراع، وليس رفاقه. كان ذلك في العام 2007. منذ ذلك الحين، حُرم الأستراليون من محاسبة رئيس وزراء انتخبوه بأنفسهم.
أربع شخصيات تناوبت على كرسي رئاسة الوزراء منذ هاورد وهم كيفن راد، جوليا غيلارد، توني أبوت ومالكوم تورنبول. لم يُكمل أيٌّ من هؤلاء العهد الذي انتُخب من أجله ولم يحاسبوا في صناديق الاقتراع، بل كان كل شخص منهم يسقط بانقلاب من غريمه أو غريمته. هذا طبعاً إذا كان مصير تورنبول مثل مصير أسلافه الثلاثة.
المواقع الأسترالية حفلت اليوم بتساؤلات كثيرة منها: لماذا يستمر صراع النفوذ بأسماء مختلفة؟ ولماذا يتجاهل السياسيون الهموم الحقيقية لمواطنيهم ليتلهوا بمراكزهم في بلد يعاني من مشكلات لا تحصى منها الجفاف، والحرائق المبكرة، والغلاء المستفحل، وفضائح مصرفية بالجملة، وأزمة سكن، وسوء التخطيط في استيعاب الانفجار السكاني، ومشكلات أمنية، وسجالات حول سياسات الهجرة؟
قد يكون الجواب في دراسة نشرتها اليوم جامعة Griffith. الدراسة أظهرت تراجعاً لثقة الأستراليين بسياسييهم إلى أدنى مستوياتها. 46% فقط من الأستراليين يثقون بحكوماتهم، أكانت فدرالية أو خاصة بالولاية أو المقاطعة وأياً كان لون حزبها، و51% يثقون بمجلسهم البلدي.
المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مع الناشط السياسي حسن موسى.