أعلن قداسة البابا فرنسيس هذا الأسبوع إنشاء يوم عالمي للأجداد والمسنين كتذكير بأهمية الدور الذي يلعبونه كصلة وصل بين الأجيال. وقال قداسته إنه من المهم للأجداد والأحفاد على حد سواء أن يجتمعوا سوية، فيستمد الأجداد أحلاما ورغبة بالحياة من أحفادهم، ويستمد الأحفاد قوة وثقة وحكمة من أجدادهم.
الأجداد هم حلقة الوصل بين الأجيال لكي ينقلوا للشباب خبرة الحياة والإيمان.
هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس الذي يهتم كثيرا بكبار السن والأجداد، وأعلن أنه قرر إنشاء "اليوم العاملي للأجداد والمسنين" والذي ستحتفل به الكنيسة في الأحد الرابع من شهر يوليو تموز من كل عام مع اقتراب الذكرى الليتورجيّة للقديسين يواكيم وحنة، أجداد السيد المسيح.
وسيحتفل بالقداس الإلهي في 25 تموز 2021 للاحتفال الأوّل بهذا اليوم.
ولفت البابا فرنسيس إلى أن "وباء كورونا أكد على أهمية حماية حق الصحة للأشخاص الأكثر ضعفا" متمنيا أن يوحّد قادة الأمم جهودهم من أجل معالجة المرضى ودمجهم في المجتمع.

ابنتا أنطوانيت كيروز مع جدهما الذي توفي في لبنان مؤخرا بسبب فيروس كورونا Source: Antoinette Kairuz
وباء كورونا الذي قضى على آلاف المسنين حول العالم، لم يسثنِ والد زوج أنطوانيت كيروز الذي توفي مؤخرا في لبنان قبل أن تتمكن العائلة من السفر إلى هناك ورؤيته.
وتقول السيدة أنطوانيت كيروز التي تعيش مع عائلتها في أستراليا، إن أولادها حزنوا كثيرا لوفاة جدهم، الذي كان صلة الوصل بينهم وبين لبنان، كما وأنهم حرموا من الحب اللامحدود من قبل جدتهم التي لا تزال على قيد الحياة، وحرموا من التواصل معهم بسبب الوباء.
ومع أن التقدم بالعمر يعني توقف العمل المنتج والعزلة الاجتماعية للكثيرين، لكنه يشكل أيضا بداية لفترة من الراحة والتحرر من التزامات العمل والاستمتاع بالأولاد والأحفاد.

ابنة أنطوانيت كيروز مع جدتها وابنتها في لبنان قبل وباء كورونا Source: Antoinette Kairuz
وهذا بالفعل ما تشعر به السيدة أنطوانيت كيروز التي قررت الاستقالة من عملها والاستمتاع برؤية أحفادها الأربعة يكبرون.
وتقول أنطوانيت في حديث مع SBS Arabic24 إن "الحب الذي يهبه لها أحفادها هو حب بلا حدود وهو أهم من أي تقدير أو ميدالية تحصل عليها في العمل".
وتحتفل أستراليا بعيد الأجداد في آخر أحد من شهر أكتوبر تشرين الأول من كل عام، ومع أن هذا العيد ليس معروفا كعيد الأم أو عيد الأب، يدعو الكثيرون إلى ضرورة الاحتفال به وإظهار الحب والتقدير للجد والجدة أو من يحل مكانهم، من خلال التواصل معهم إما بالتحدث معهم على الهاتف، أو رؤيتهم شخصيا.
لكن العام الماضي كان صعبا على جميع الأجداد بسبب القيود التي فرضت في أستراليا لاحتواء انتشار فيروس كورونا، حيث مُنع كبار السن من رؤية أفراد عائلاتهم خوفا على سلامتهم.
وتقول أنطوانيت كيروز إن العائلة التزمت بالتعليمات ولم يؤخذ الأطفال لرؤية والدها ووالدتها المسنيْن، فلقد كان الكبار يقودون السيارة، يمرون بالقرب من بيت الجد والجدة، يرونهم من نافذة السيارة ويتحدثون معهم على الهاتف وهو على مسافة بعيدة، للحفاظ على صحتهم.
وكان قداسة البابا رعى العام الماضي أول مؤتمر دولي لرعاية المسنين بعنوان "غنى السنين"، وقال إن الحياة هي عطية وحين تكون مديدة فهي امتياز للذات وللآخرين، مشيرا إلى أن اللامبالاة والرفض اللذين تُظهرهما مجتمعاتنا إزاء المسنين، يدعوان إلى التفكير الجاد لتعلُّم إدراك وتقدير قيمة الشيخوخة.

والد أنطوانيت وحفيدها Source: Antoinette Kairuz
وبحسب موقع Raising Children Network توجد 22 ألف و500 عائلة في أستراليا يقوم فيها الأجداد بتربية أحفادهم، ويكون ذلك عادة نتيجة لأزمة معينة واجهت العائلة.
وعندما يصبح الجد أو الجدة أو الاثنان معا هما الراعي الأول للأطفال، يحصل هذا غالبا بشكل مفاجئ وغير متوقع. وتتغير معه خطط سنوات التقاعد ليعود الجدان إلى تنشئة عائلة ثانية. وينتج عن ذلك ليس ضغطا نفسيا فحسب، بل ضغوط مالية وصعوبات قانونية أحيانا.
استمعوا الى اللقاء مع السيدة انطوانيت كيروز في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.