الكبّة الحزينة أو كبّة الراهب أو الكبة الكذّابة متعارف عليها يوم الجمعة العظيمة، اذ هو طبق اليوم الحزين والعظيم بمجده، خصوصاً عند الموارنة من المسيحيين وتحديدًا في قرى شمال لبنان.
يعتبر يوم الجمعة العظيمة أقدس أيام السنة، وأكثرها روحانية في حياة الكنيسة اذ تعتبر تتويجًا لرسالة السيد المسيح وتجسيدًا للحب الذي يبذل ذاته حبًا وفداءً للكرامة البشرية، اذ يعيش المسيحيون زهدًا اختيارًا اقتداءً بالسيد المسيح، فينقطعون عن أكل جميع المشتقات الحيوانية او أقله الزفر يوم الجمعة على مدار السنة باستثناء الأعياد الروحية، وذلك لما يحمله هذا اليوم من معان روحية مع فداء السيد المسيح يوم الجمعة العظيمة.
أما قصة هذه الكبة الصيامية وعلى ذمة الراوي تعود الى فترة اضطهاد الموارنة، اذ تناقل الأجداد هذه الرواية بأن المضطهدين علموا أنَّ المسيحيين جماعة تنقطع عن الزَّفر وأكل الَّلحم يوم الجمعة. فأمروا بإرغامهم على أكل الَّلحم يوم الجمعة تحديدًا. فما كان من الموارنة إلَّا أن أوهموا المضطهدين بأنَّ هذه كبَّة من لحم، لأن شكلها يوحي بذلك. ولكن اصرارهم على عيش تقويات ايمانهم كان خلاقًا بابتكار كبة هي فعلياً مكونة من طحين وبرغل وحشائش مرَّة لمرارة آلام الفادي. ولذلك فهي تعرف أيضاً بالكبّة الكذّابة وفي بعض المناطق يطلق عليها كبّة الراهب ومنهم من يصنعها من اليقطين أو القرع.

Lebanese ladies gather to prepare "Monk's kebbe" and Good Friday meal. Source: Mariette sassine
شرحت السيدة ماتيلدا ساسين وهي أم وجدّة ولدت وترعرعت في قرية حدشيت في شمال لبنان، أن كبّة الراهب التقليدية تعدَ أساسًا من ثلاث مكونات بسيطة لا غير وهي البرغل، الطحين والملح، وعن جمعة الأحبة في ورشة التحضير التي كانت عملًا وصلاة تقول ساسين:
"كنا نجتمع قبل ليلة من يوم الجمعة العظيمة، وأثناء العمل كنا فقط نتلو الصلوات"،
وإن استرسلت إحداهنّ بالكلام كنا نسكتها بالإشارة
تقول ساسين:
" كنّا نعد كبة الراهب قبل الجمعة العظيمة لأن يوم الجمعة العظيمة لا يتوجب علينا أن نعمل".
وتابعت قائلة إن الوالد كان يذكرهم بعدم القيام بأبسط الأعمال المنزلية يوم الجمعة العظيمة:
كان يقول لوالدتي الّا تمسح البيت ولو حتى مسحة واحدة، فهذا يوم موت المسيح
وتابعت قائلة:
"وكانت جدتي تدعونا لأن نسير حفاة ونأكل الزعتر البري المرّ، مشاركة مع آلام المسيح".
تحيي الجدة اليوم تقاليد الآباء وارثهم وتعد بكل تقوى بركة العيد أي الكبة الحزينة وان رفض أحد أولادها تذوقها تقول:
هذه بركة العيد، تذوقها على الأقل وتناولها كبركة
للتعرف على كيفية تحضير كبة الراهب او الكبة الحزينة، ولمعرفة المزيد عما جرى بحثه استمعوا الى الملف الصوتي مع السيدة ماتيلدا ساسين.
لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.