تمكن أسترالي من أصول عربية انتحل صفة عضو برلمان من الايقاع بعائلة سورية مقيمة في السعودية وسحب منها مبالغ وصلت إلى 9500 دولار. برنامج Good Morning Australia (يأتيكم كل صباح عبر أثير SBS Arabic24 من السادسة وحتى التاسعة صباحاً) طرح القضية للحوار المباشر وفُتح المجال أمام المستمعين لمشاركة انطباعاتهم عن قصة العائلة وما إذا كانوا قد تعرضوا لتجارب شبيهة في أستراليا.
وبدا واضحاً من مشاركات المستمعين أن المستوى التعليمي المرتفع ودرجة الثقافة واتقان اللغة الانجليزية لا تحول بالضرورة دون وقوع الأشخاص في فخ النصب والاحتيال. وتبين أن طالبي اللجوء والساعين إلى العيش في أستراليا كانوا الأشخاص الأكثر عرضة للاقتناع بالأوهام التي يسوقها المحتالون عبر شبكة الانترنت وعلى أرض الواقع عبر مكاتب وشركات غير مسجلة ولا تحمل رسمياً أي تصاريح لمزاولة عمل وكلاء الهجرة أو المحاماة.
بدأ الحوار مع فريال التي قالت بأن الأقدار قادتها وعائلتها للتعرف على شخص انتحل صفة محامي ليتحصل على مبالغ وصلت إلى 12 ألف دولار من شقيقها وأضافت بنبرة يائسة: "دفعنا هذا المبلغ على أساس تأمين إقامة دائمة ولكن تبين أنه ليس محامي ولم نحصل على أي شيء منه."
وعبّر أمين عن تعاطفه مع العائلة السورية واستنكر إقدام شخص من أصول عربية على استغلال عائلة تقطعت بها السبل وظروفها المادية سيئة. واعتقد أمين أن الجهل بالقوانين الأسترالية مدخل لكثير من المحتالين لتقديم أنفسهم كخبراء في شؤون الهجرة واللجوء وأضاف: "كل شيء موجود على المواقع الالكترونية الحكومية (..) منذ أسبوعين تواصل معي أحد الاخوة السوريين المقيمين في إحدى الدول الخليجية وطلب منه أن أكفله ليتمكن من الحصول على الإقامة الدائمة في أستراليا، شرحت له آلية الكفالة والتي تتم عادة عبر الحكومة الأسترالي واستغرب طلبه الذي يشير إلى عدم درايته بأي قانون استرالي."
ولعلّ تواجد الضحايا خارج أستراليا يصعب من مهمة الملاحقة القضائية للمحتالين لأنه من الصعب للغاية إثبات التهم. ولكن جرائم الاحتيال المالي تشمل أيضاً المقيمين في أستراليا والراغبين في تقديم طلبات حكومية. محمد على سبيل المثال قص علينا كيف كان على وشك الاستعانة بخدمات شخص لا يحمل تصريحاً رسمياً للعمل كوكيل هجرة كما كان يدعي: " في آخر لحظة عرفت أنه غير مرخص من الحكومة (..) أنصح الجميع بإجراء بحث مكثف قبل التعامل مع أي طرف بخصوص طلبات مصيرية تتضمن أوراقاً قانونية."

Scam Alert Source: iStockphoto
قصة العائلة السورية عادت برياض 18 عاماً إلى الوراء عندما وقع ضحية لعملية نصب. مهندس الحاسوب المصري كان تعرف على محامي هجرة عن طريق معارف له في الكنيسة التي ينتمي إليها. بدأ رياض يروي تجربته بالقول: "تمكن هذا الشخص من تأمين تأشيرة لي لدراسة اللغة الانجليزية والماجستير في أستراليا خلال شهر (..) بعد وصولي قررت أن أتقدم بطلب لشقيقي عن طريقه وتمكن من سحب مبالغ وصلت إلى 8 آلاف دولار على دفعات وتبين أنه محتال بعد ذلك وخسرت نقودي."
واستخدم المحتال أساليب مبتكرة لإقناع رياض بالاستمرار في تزويده بالمبالغ المالية وأقنعه بتغطية كلفة السفر إلى أديلايد للقاء رئيس حكومة الولاية ليكفل له شخصياً التأشيرة! وحول هذه الجزئية تحديداً قال رياض: "سافرنا إلى أديلايد (على نفقتي) وذهبنا لنقابل شخصاً يعمل في مكتب صغير في دائرة حكومية (..) كان واضحاً انه ليس رئيس الحكومة (..) المهم سمعت مؤخراً أنه الحكومة ألغت رخصة العمل الخاصة به علماً بأن مكتبه كان يقع في ضاحية باراماتا في غرب سيدني ليمنح نفسه نوعاً من المصداقية أمام ضحاياه."
قصة علاء مختلفة بعض الشيء حيث لم يقع هو ضحية احتيال بل تدخل لانتشال صديقه من الوقوع في فخ محتال حاول الحصول منه على 5 آلاف دولار: "أنا كنت على استعداد لمساعدة صديقي ومنحه المبلغ لأن أوضاعي ميسورة مادياً ولكن ساورتني شكوك حول هذا المحامي (..) طلبت من صديقي أن يتصل بي لدى وصوله إلى مكتب المحاماة وتمكنت على الفور من كشف المخطط نظراً للطريقة التي استخدمها المحتال (..) شهدت على أكثر من 70 حالة نصب وبات عندي خبرة في كشف المحتالين."
استمعوا إلى القصص في التدوين الصوتي أعلاه.