لم تستطع رشا سليمان الموازنة بين مسؤولياتها المنزلية ومسؤولة رعاية أسرتها ومهام العمل. لذلك فضلت رشا الحاصلة على بكالوريوس الهندسة الانقطاع عن العمل لعدة أعوام.
"لم أعمل لمدة تسع سنوات وعندما وصلت إلى أستراليا قررت البحث عن عمل."
"كثرة تنقلنا كأسرة بين عدة بلدان وطبيعة عملي جعلت من الصعب علي التوفيق بين العمل ورعاية اسرتي."
ولكن عندما بدأت رشا في البحث عن عمل في أدركت أن دخول سوق العمل الأسترالي لم يكن سهلا أبدا.
تقول رشا: "بدأ أصحاب العمل في السؤال عما إذا كنت أمتلك خبرة عمل محلية."
"أيضا فترة انقطاعي عن العمل صعبت تقبل أصحاب العمل لي كمرشحة كما أثرت بشكل كبير على مهاراتي."
وجدت نتائج إحدى الدراسات التي تم فيها إرسال ما يزيد عن 3000 سيرة ذاتية إلى الشركات أن 4.9 في المائة فقط من الأمهات اللاتي بقين في المنزل لرعاية الأسرة تم التواصل معها لإجراء مقابلة.
تشير الدراسات إلى أن أرباب العمل ينظرون إلى المتقدمين العاطلين عن العمل والذين بقوا في المنزل فترة لرعاية الأسرة على أنهم أقل قدرة من المتقدمين الآخرين وأن مهاراتهم قد فقدت.
رشا التي كانت تعمل في مجال تقني قبل التفرغ للأسرة أدركت أن التكنولوجيا تطورت كثيرا وأنا لن يمكنها مواكبة ذلك بدون مساعدة.
تشرح رشا: "بحثت في إمكانية الدراسة في أحد المعاهد لتحديث معلوماتي وتطويرمهاراتي ولكني اكتشفت أن ذلك سيكون مكلفا للغاية."
"كما أني أدركت أن طريق الدراسة سيستغرق وقتا طويلا."
الخيار الصعب
كان أمام رشا وهي أم لطفلين خيار آخر ولكنه ليس خيارا يقبله الكثيرون.
"الاختيار الآخر كان القبول بمنحة تدريبية أو بوظيفة أقل من تلك التي كنت أعمل بها حتى أخلق لنفسي مكانا ولو كان مبدئيا في الشركة."
"تقدمت إلى وظيفة للمبتدئين وتم قبولي بالفعل.كان الأمر بمثابة البدء من جديد."
خلال المقابلة المبدئية تساءل أحد المدراء إذا ما كانت رشا ستستطيع تحمل ضغط العمل بعد انقطاع دام حوالي تسع سنوات ولكن ذلك لم يثنيها عن قبول التحدي.
تنصح خبيرة التوظيف لورلين بيريك أولئك الذين انقطعوا عن العمل فترة أن يقوموا بكتابة خطاب يرد على التساؤلات التي قد تكون لدى رب العمل.
تقول لورلين: "يجب أن يشرح الخطاب أية نشاطات قام بها الشخص خلال تلك الفترة للحفاظ على أو تطوير مهاراته."
"يمكن أن يشمل ذلك الأنشطة التطوعية أن أي نشاط آخر. سأكون متفاجئة للغاية لو أن شخصا قضى سنوات لم يفعل أي شيء يمكن ذكره في خطاب كهذا."
تشرح رشا كيف أن راتبها في البداية كان متواضعا للغاية.
"كان بالكاد يكفي تغطية تكاليف المواصلات وشراء الطعام في العمل."
لكن وضع رشا تغير مع الوقت.
"تنقلت بين ستة فرق مختلفة داخل نفس الشركة وفي كل مرة كنت أترقى وظيفيا."
"لست نادمة الآن على الإطلاق على قبولي بوظيفة أقل من توقعاتي في البداية."
"التغيير مطلوب"
ترى رشا أنه يجب أن يكون هناك تغيير في أسلوب التفكير لإن هذا ما يعوق استخدام مهارات المهاجرين الجدد بشكل جيد.
"الخبرة المحلية شيء يمكن اكتسابه. لذا من المفترض ألا يكون ذلك عائقا أما المهاجرين الجدد."
"لقد كنت محظوظة أن مدرائي في العمل لم يكونوا يفكرون بتلك الطريقة."
ترى لورلين أن الخبرة المحلية قد تكون مهمة في بعض الوظائف.
تقول لورلين: "هناك وظائف تتطلب معرفة بالقوانين المحلية أو خبرة في التواصل مع الجمهور. لذلك قد تكون الخبرة المحلية مهمة."
لكنها أيضا تشرح أنه يمكن للمهاجرين الجدد التغلب على ذلك بإظهار بعض المرونة كما فعلت رشا.
"قبول وظيفة للمبتدئين ليس بالأمر السيء. إنها مجرد بداية تساعد على اكتساب خبرة محلية يمكن استخدامها للتقدم لوظائف أخرى في المستقبل."
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
