الصورة الآتية من كانبرا اليوم مثيرة للاهتمام، فهي مختلفة تماماً عن حقيقة الوضع السياسي العام في البلاد التي تقودها الآن حكومة مهتزة خسرت الأغلبية اللازمة التي تخوّلها البقاء في الحكم وحيدة وضاقت أمامها المخارج.
المشهد في كانبرا يُظهر حكومة قوية، تلتف حولها المعارضة، وفي الوسط رئيسها سكوت موريسن وإلى جانبه زعيم المعارضة بيل شورتن، يمسك كلٌّ منهما بيد سيدة تقف بينهما تمثل آلاف الأستراليين الذين تعرضوا لإساءات جنسية وهم أطفال في مؤسسات دينية وكشفية واجتماعية وحكومية. موريسن اعتذر من ضحايا الإساءات نيابةً عن مواطنيه، وكذلك فعل شورتن.
قد تكون هذه المفارقة التي جمعت أطياف السياسة في كانبرا اليوم نادرة جداً، لكنها سرعان ما ستمرّ ليعود الواقع السياسي الصعب ويفرض نفسه. والسؤال العريض المطروح الآن هو: ماذا بعد انتخابات وانتوورث؟
المعارضة تخطط للتصويت على سحب الثقة من الحكومة التي فقدت أغلبية الصوت الواحد لتصبح بحاحة إلى صوتٍ أو أكثر من أصوات ممثلي الأحزاب الصغرى والمستقلين السبعة في البرلمان لكي تستطيع مواصلة الحكم حتى الانتخابات المقبلة.
من المرجّح أن تفشل المعارضة في مسعاها لأن اثنين على الأقل من المستقلين، بينهما الدكتورة كارين فالبس نفسها التي انتزعت مقعد وانتوورث من الأحرار سيصوتان على الأرجح ضد مذكرة سحب الثقة. وهنا المفارقة الأخرى، وهي أن الدكتورة فالبس، منافسة الأحرار، تبدو أكثر ولاءً للحكومة من رئيسها السابق مالكوم تورنبول.
وقد عاد الأخير إلى أستراليا بعد زيارة إلى الخارج استغرقت بضعة أسابيع، ليواجه موجة من الانتقادات بسبب موقفه المناهض للحكومة في الانتخابات التي أجريت السبت في مقعد وانتوورث الذي كان يشغله.
إلى أين من هنا؟ وهل يجب على الحكومة أن تستقيل وتدعو إلى انتخابات مبكرة طالما أنها فقدت الأغلبية اللازمة للحكم؟
المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مع رئيس تحرير صحيفة التلغراف الصادرة في أستراليا أنطوان القزي.