عدد كبير من رؤساء العالم اليوم، بمن فيهم المنتخبون بموجب أنظمة ديمقراطية، يَبْدون وكأنهم يُبيحون كلَّ شيء لأنفسهم. من أحدث الأمثلة على هذا الأمر، إعلانُ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يستطيع إصدار عفو عن نفسه، مثيراً عاصفة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
كلام ترامب جاء في تغريدة على توتير في معرض تعليقه، على احتمال التحقيق معه من قبل المحقق الخاص روبرت موللر في قضية التورط الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية. أحد محامي ترامب، رودي جولياني، أشار إلى أن الدستور الأميركي يمنح الرئيس صلاحية إصدار عفو عن أي شخص، من دون أن يستثني الرئيس من هذا العفو.
وفي المقلب الآخر من الأرض، رئيسٌ آخر ظهر وكأنه يجيز لنفسه ما لا يجوز لغيره. فقد دعا الرئيس الفليبيني رودريغو دوتيرتي امرأة إلى منصة كان عليها أثناء مؤتمر يتم نقله مباشرة على شاشات التلفزة ويتناول قضية النساء الفليبينيات العاملات في الخارج، وقام بتقبيلها على فمها. وظهر دوتيرتي وهو يقنع المرأة بتقبيله، وهي سيدة متزوجة ومن العاملات في الخارج. المشهد قوبل بترحيب شديد من الحاضرين، لكنه أثار عاصفة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي أمثلة أخرى على استخدام الرؤساء هيبتَهم أو سطوتَهم أو صلاحياتِهم الاستثنائية، تعديلُ الدستور في الصين للسماح لرئيسها شي زينبنغ بأن يبقى في سدة الرئاسة مدى الحياة، والتناوب على المناصب في روسيا بشكل أبقى الرئيس فلاديمير بوتين الحاكم الفعلي للبلاد منذ العام 2000، وتجنيس العشرات في لبنان بمرسوم رئاسي مثير للجدل.
لكن يبدو أن صلاحيات الرؤساء وتصرفاتهم سلاحٌ ذو حدين. فهناك ناحية إيجابية من الإقدام على خطوات استثنائية. من هذه الإيجابيات ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما منح الجنسية لمهاجر غير شرعي من مالي الشهر الماضي بعدما أقدم على إنقاذ طفل كان معلقاً بين الحياة والموت بشرفة في بناية عالية. وتناقلت يومها وسائل التواصل الاجتماعي فيديو هذا الشاب ويدعى مامادو غاساما، وعمره 22 سنة، وهو يتسلق الشرفات مثل الرجل العنكبوت حتى وصل إلى الطفل وأنقذه.
نضيء أكثر على هذا الموضوع في هذا اللقاء مع الإعلامي عباس مراد.