الأستراليون والكشري: قصة مهاجر مصري كسر الحواجز من خلال الطعام

Koshari

Source: Koshari Korner Facebook page

قصة وليد الذي هاجر إلى أستراليا كمهندس بحري لينتهي به المطاف مالكاً لمطعم يقدم أكلة الكشري المصرية الشهيرة.


"طول عمري بحب الأكل وبحب أطبخ"، بهذه الكلمات وصف وليد الصباغ علاقته بتحضير الطعام، والتي لم تكن تتجاوز حدود الهواية التي كان يمارسها في أوقات الفراغ، على هامش عمله الأساسي كمهندس بحري. وبعدما ساقته الأقدار إلى أستراليا، اكتشف صعوبة الانخراط في سوق العمل، فقد بات معروفاً أن المهاجر الجديد كثيراً ما يصادف عقبات عدة في مشوار بحثه عن عمل لأسباب عدة أهمها افتقاره للخبرة المحلية.

وعلى الرغم من سنوات الخبرة في الهندسة البحرية، اكتشف لدى وصوله ندرة الفرص في هذا المجال، وعن هذه النقطة قال في حديث لراديو SBS Arabic24: "لم يمكن أمامي مؤسسة متاحة للعمل سوى الجيش الأسترالي، وأنا كنت مهاجراً جديداً ومن الصعب أن أتجه في ذلك الطريق."

وبعدما سُدت في وجهه أبواب عدة، وكان على وشك مغادرة أستراليا والعودة إلى الشرق الأوسط وإلى دول الخليج العربي حيث تتوفر فرص للعمل في مجال الهندسة البحرية، قرر وليد استشارة شركة تعنى بتقديم التسهيلات للأعمال الصغيرة، وأخبر المستشار ممازحاً أنه يتقن الطبخ فما كان منه إلا أن شجعه على فتح مصلحة تجارية تمكنه من ممارسة هوايته على نطاق تجاري ومن هنا ولدت فكرة Koshari Korner.

ردود فعل سلبية

لم يلقَ وليد تشجيعاً من محيطه في بادئ الأمر، وشكك أصدقاؤه ومعارفه في إمكانية نجاحه وحاول بعضهم إثناءه عن المضي قدماً بها، وسمع تعليقات سلبية مثل "هل أنت مجنون؟" و "هل تعتقد أنك المصري الوحيد الذي فكر بتقديم الكشري؟"، وراح آخرون إلى التشكيك في امكانية أن يلقى الطبق المصري الأشهر إقبالاً من الأستراليين.

الدعم النفسي لم يكن أفضل في مصر، ولكن اعتراضات أهل وأصدقاء وليد كانت من زاوية أخرى، فمعظمهم لم يصدقوا أنه سيلقي بالهندسة وراء ظهره وينطلق في عالم المطبخ، وكثيراً ما سمع "انتا مسافر تمرمط نفسك؟"

كيف استقبل الأستراليون الفكرة؟

ظل وليد مؤمناً بإمكانية نجاح فكرته، وافتتح المشروع ولاقى نجاحاً واستحساناً من شريحة عريضة من المجتمع الأسترالي ولكن ما حدث معه جاء مخالفاً لتوقعاته بأن يكون رواد المطعم من أصول عربية، فكان الأستراليون هم الأكثر إقبالاً وحول أسباب ذلك يقول وليد: "لدي زبائن من العرب بالطبع، ولكن من المعروف أننا نفضل اللحوم."

ولكن لماذا يشهد المطعم إقبالاً من الأستراليين؟ يقول وليد: "من المعروف أن الأستراليين من هواة تجربة الأطعمة المختلفة، ويتوقعون أطباقاً بجودة عالية وإلا لن يرجعوا مجدداً لمطعمك"،

هل يساعد الطعام على كسر الحواجز في المجتمع؟

بعدما لاقت أكلة الكشري إقبالاً كبيراً، قرر وليد إضافة أكلات أخرى من المطبخ المصري، ولاحظ لدى تعامله مع الزبائن، افتقارهم للمعلومات الأساسية حول هذا المطبخ، وكثر كانوا ينظرون إليه كجزء غامض الملامح من الطعام الشرق الأوسطي، ولكن وليد ينتهز هذه الفرصة للتعريف أكثر بأم الدنيا وما يجود به مطبخها من أكلات كثير منها نباتي ويناسب أذواق كثر ممن يعتبرون هذا الطعام صحياً أكثر أي من يعرفون بالـ vegans.

ولا تقتصر قائمة طعام كشري كورنر على طبق الكشري، وباتت تضم أكلات مصرية كالطعمية والملوخية والبامية والبصارة. وستكون ضاحية ماريكفيل في سيدني مكان الفرع الجديد ليستمر وليد في نقل تجربة مصرية أصيلة إلى عشاق الطعام في أستراليا.


 

 


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand