بعد أيام من الترقب خلال عطلة عيد الأضحى، يستعد لبنان للعودة إلى النشاط السياسي، في وقت لا تزال فيه تداعيات الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية تُلقي بظلالها على المشهد الداخلي، حيث تسبب بحالة من القلق بين السكان في المناطق، ودفعت كثيرين لمغادرة منازلهم مؤقتًا خشية التصعيد.
ووفق مراسلنا في بيروت، أنطوان سلامة، فقد أدانت السلطات اللبنانية، بقيادة الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، الاستهداف الإسرائيلي واعتبرته "انتهاكًا فاضحًا للسيادة اللبنانية وللقرارات الدولية" خصوصًا اتفاق التهدئة الذي جرى التوصل إليه نهاية العام الماضي. من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من مخاطر التصعيد، وطالبت جميع الأطراف بضبط النفس والعودة إلى الحوار.
في هذا الإطار، تتعرض الحكومة اللبنانية لضغوط متزايدة من عواصم عربية وغربية لدفع عجلة الإصلاحات المتعثرة، ولاتخاذ خطوات عملية لحصر السلاح بيد الدولة. ويُعد هذا الشرط أساسيًا للحصول على الدعم الدولي، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وقد أكد الرئيس عون أن القرار بحصر السلاح قد اتُخذ، ولا مجال للعودة إلى ما وصفه بـ"دوامة الفوضى والسلاح غير الشرعي".
ويربط المانحون الدوليون أي دعم مالي أو استثماري للبنان بإجراء إصلاحات جذرية تشمل القطاعات المالية والإدارية والقضائية. أي تلكؤ في هذا المسار قد يُفقد لبنان الثقة الدولية ويُفاقم من أزمته الاقتصادية التي بلغت مستويات خطيرة.
ورغم كل التحديات، لم تفقد شريحة واسعة من اللبنانيين روح العيد، واحتفلوا بعيد الأضحى بأجواء من الأمل. كما بدأ الكثيرون بالتحضير لموسم الصيف، الذي يُعوّل عليه في إنعاش السياحة والاقتصاد ولو بشكل محدود. وبينما تستعد الحكومة لجولة جديدة من الاتصالات الدولية، يترقب الشارع اللبناني نتائج التحركات الدبلوماسية والسياسية المقبلة.
المزيد في تقرير أنطوان سلامة من بيروت، في الملف الصوتي أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.