من أستراليا إلى سائر الديمقراطيات: يقظة القوميات وعودة الشعبوية والحصون!

Piazza Indipendenza, Rome. August 24, 2017

Source: Antonio Masiello via Getty Images

المناكفات السياسية التي شهدتها أستراليا على مدى الأسبوعين الماضيين لم تكن وليدة الصدفة، بل تدخل في إطار تيار عالمي يعمل على تقويض الديمقراطية في العالم.


هذا ما يمكن استنتاجه من قراءات عدة أجرتها وسائل الإعلام للمعمعة التي شهدتها كانبرا، رابطةً إياها بالظواهر السياسية التي تشهدها الديمقراطيات الغربية والتي بدأت تجعل منها نسخاً مستحدثة عن الأنظمة الأوتوقراطية أو الدكتاتورية التي يعرفها العالم الثالث.

 شبكة ABC لم تستبعد أن يشهد الأستراليون فصلاً آخر من فصول النزاع على السلطة داخل حزب الأحرار على رغم الاستقرار الذي تبشّر به الحكومة الجديدة برئاسة سكوت موريسن، علماً أن الفترة الزمنية التي تفصل الأستراليين عن صناديق الاقتراع باتت ضيّقة.

 وتوقفت الـ ABC عند تقرير وضعته مؤسسة Freedom House ويكشف عن تيار يجتاح العالم الغربي من شأنه تقويض المبادئ الديمقراطية في كل مكان. ولهذا التيار وجهان، الأول شعبي والثاني سياسي.

 على الصعيد الشعبي، هناك تمسكٌ بالهوية الوطنية ورفضٌ للعولمة وتوجسٌ من الهجرة وحرية التجارة، كما ذكرت Freedom House في تقريرها. وعلى الصعيد السياسي، الخط السائد لدى الحكومات يقوم على التشدد والقبضة الحديدية والتدابير الشعبوية وتقويض الحريات العامة.

 الحقبة التي تناولها تقرير Freedom House كانت في العام 2015. ومنذ ذلك الحين، حصلت سلسلة من التطورات العالمية والعربية والأسترالية تؤكد صحة التيار الذي تحدثت عنه هذه المؤسسة.

 فعلى الصعيد العالمي، انتخب الأميركيون دونالد ترامب رئيساً لهم، وهو تغيير أحدث زلزالاً في السياسة العالمية، إذ عادت معه سياسات بناء الحصون والانغلاق والتشدد. كذلك صوّت البريطانيون لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعتبره المحللون محطة خطيرة في مسار يقظة القوميات.

 وصحوة القومية أفرزت قيادات سياسية متشددة في دول أوروبية عدة منها إيطاليا وبولندا والمجر وسواها. وقد مارست هذه القيادات تشددها إزاء اللاجئين والمهاجرين بشكل خاص. بعض هذه الدول اقتبست تشددها هذا عن السياسة الأسترالية إزاء طالبي اللجوء، حتى أن إيطاليا أشادت بالسياسة الأسترالية على هذا الصعيد.

 وعلى الصعيد العربي، برز خط الشخص الواحد في السعودية وهو يتمثّل بولي العهد محمد بن سلمان. وفي أستراليا، لا تزال أحداث الأسبوع الماضي حاضرة بقوة في الأذهان، مع الإشارة إلى أهمية ما سبقها من تصريحات متشددة وبالأخص من وزير الأمن الداخلي بيتر داتن الذي كاد أن يصبح رئيساً للوزراء، والذي لا يزال يمسك بحقيبته النافذة وإن فُصلت عنها وزارة الهجرة.

 وسط هذه الأجواء، نشرت صحف فيرفاكس اليوم مقالاً لرئيس الوزراء الأسبق كيفن راد حمل فيه بشدة على خلفه توني أبوت وعلى صاحب إحدى أكبر الإمبراطوريات الإعلامية روبرت مردوك الذي تملك شركته صحف نيوز كورب. ورأى راد أن أبوت ومردوك مسؤولان عمّا وصفه بـ "السرطان الأكبر للديمقراطية الأسترالية"، متهماً إياهما ببث "السلبية والسم والحقد" و"عربدة سياسة العنف" على حد تعبيره. لكنّ راد تناسى في مقالته حقيقة مهمة وهي أن الطعن بين رفاق الصف الواحد في العقد الماضي بدأ خلال عهده حين انقضّت عليه جوليا غيلارد قبل أن يردّ لها الصاع صاعيْن.

 المزيد عن هذا الموضوع في حديث مع البروفسور أحمد الشبول الرئيس السابق لقسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة سدني.

استمعوا إلى المقابلة عبر الرابط الصوتي أعلاه.

 

حمّل تطبيق أس بي أس الجديد على الأندرويد والآيفون للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand