في حديث خاص للفنان فؤاد تومايان مع إذاعة أس بي أس عربي استهل الفنان فؤاد حديثه قائلاً: "أحب الصيد، وأخذت صنارتي وانطلقت نحو نهر في طريق مدينة "جيلونج". هناك، أمام عيني، وجدت منظرًا خلابًا أثار في نفسي رغبة فنية لا تقاوم. التقطت صورة بالهاتف، وعندما عدت إلى مرسمي، بدأت في تحويل هذه اللقطة إلى لوحة تنبض بالحياة".
ليست اللوحة مجرد نقل صوري بل إبداع يضيف لمسة الفنان، إذ يؤكد الفنان فؤاد تومايان أن "كل لوحة هي انعكاس لرؤية وانطباع الفنان، حيث أستبعد وأضيف تفاصيل في اللوحة حتى أصل إلى عمل يتوافق مع معايير الجمال التي أبحث عنها". وعبر استخدامه للألوان الزيتية، يبرز الفنان أهمية هذه التقنية قائلاً:
" الرسم بالزيت يعطي ثباتًا وقوة لا تضاهى، فالألوان الزيتية تحتفظ بنقائها ولمعانها لعقود، بعكس الألوان المائية التي قد تبهت مع الزمن. خبرتي التي تمتد لأكثر من 60 عامًا مكنتني من السيطرة على مختلف تقنيات الرسم، لكن في الفترة الأخيرة أميل إلى الزيت لما يمنحه من عمق وتأثير بصري".
أما عن طبيعة المعرض، فيوضح فؤاد أن "المعرض يشهد مشاركة فنانين متنوعي المدارس في ولاية فيكتوريا، ما يرفع من مستوى الأعمال الفنية، ويجذب جمهورًا متعطشًا للجمال. وموضوع هذا العام هو فصل الربيع، لكن يمكن للفنان اختيار ما يرغب أن يعبر عنه في هذا المعرض، فليس الجميع مقيدًا بتقديم لوحات تمثل الربيع حرفيًا، بل يلتقط كل فنان الجوانب التي تلهمه".
أما اللوحة التي أطلَق عليها الفنان فؤاد تومايان "على ضفاف النهر" فتأخذ المشاهد في رحلة عبر انعكاسات ضوء الربيع على مياه النهر، حيث التداخل بين اللون والضوء يصنع مشهدًا حالمًا وانعكاس الأشجار على مياه النهر قد حظي بإشادة زملائه الفنانين، لتميزها في التعبير عن ذلك الشعور الفريد الذي تخلقه الطبيعة في تلك اللحظة.
لوحة على ضفاف النهر للفنان فؤاد تومايان
وعن المدرسة التي تنتمي إليها اللوحة، يذكر الفنان فؤاد أنها تنتمي للمدرسة الانطباعية التي نشأت في فرنسا عام 1874، والتي تمردت على التقاليد الكلاسيكية الصارمة، لتؤسس فنًا يرتكز على الإحساس واللحظة والتجربة الذاتية، بعكس التفاصيل الواقعية التي تفرضها الكلاسيكية. في هذه المدرسة، لا تكون اللوحة نسخة طبق الأصل عن الطبيعة، بل ترجمة لحالة شعورية وانطباع لحظي.
لقد جسدت لوحة أستاذ فؤاد تميان هذا المفهوم بروعة، وحققت صدى واسعًا بين زملائه في المعرض الكبير الذي يقام سنويًا في ولاية فيكتوريا، مؤكدة أن الفن هو لغة عاطفية تتجاوز الكلمات، وتحكي قصة الإنسان مع الطبيعة والحياة بصدقٍ وجمال.
استمعوا لتفاصيل هذا اللوحة ورحلة في عالم الفن الانطباعي بصوت الفنان فؤاد تومايان، يرجى الضغط على زر الصوت في الأعلى.