ودّعت الساحة الفنية اللبنانية والعربية يوم السبت في 26 تموز 2025، الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، الذي رحل عن عمر ناهز تسعة وستين عامًا، بعد صراع طويل مع المرض في أحد مستشفيات العاصمة بيروت.
رحل زياد وهو الفنان الكبير الذي كان يزعج ما هو مألوف، ويكشف ما يتم تجاهله، ويعيش مع محبيه كل يوم من خلال كلماته وألحانه.
زياد الرحباني، ابن السيدة فيروز، وابن مدرسة الرحابنة، غادر الحياة بهدوء، لكنّه ترك وراءه الكثير من الفن، والسياسة، والسخرية، والحب.
للحديث عن هذا الغياب، استضفنا الشاعر اللبناني نزار فرنسيس، الذي عبّر عن صدمة الشارع اللبناني، والفنانين، بهذا الخبر الحزين.
قال نزار إن كثيرين تمنّوا أن يكون خبر الوفاة مجرّد إشاعة، لأنّ أحدًا لم يكن يعلم أنّ زياد مريض، فقد أبقى مرضه سرًّا.
وأضاف:
في ناس بيجوا وبيروحوا، وفي ناس بيضلّوا، وزياد من اللي بيضلّوا... بقلوب الناس، بكلماتهم، بيومهم العادي.
وأكد نزار أن زياد لم يكن فقط فنانًا، بل حالة فنية نادرة، يجمع بين العبقرية والخيال، وكانت له طريقة خاصة في التعبير عن الواقع وفي ذلك قال:
حلم بدلًا عنّا، وعندما بدأنا نحلم، اكتشفنا أنّه سبقنا وتحدّث عن أحلامنا منذ سنوات.
عن شخصيّته، وصفه نزار بالبسيط والعفوي، لا يغيّر كلامه مع أحد.
قال إن هناك "نسخة واحدة فقط من زياد"، يراه الجميع كما هو، سواء في حياته الخاصة أو أمام الناس.
كان مرتاحًا مع نفسه، ولا يهتم بالكلام الفارغ أو التفاصيل الصغيرة.
وعن تأثيره في الفن اللبناني وما إذا انتماؤه العائلي ساعده في تحقيق النجاح، قال نزار:
زياد، رغم أنه ابن السيدة فيروز والعظيم عاصي الرحباني، صنع لنفسه طريقًا خاصًا، لا يشبه أحدًا. هو من رسم أسلوبه، وأصبح الآخرون يحاولون أن يمشوا على خطاه.
زياد ترك إرثًا كبيرًا، وأسلوبًا خاصًا، إرثا لن يتوارى ولن يخفت.
رحل المعلم بهدوء وبلا ولا شي لكنه حقق كل ما سعى إليه وسيبقى حاضرا من خلال الكلمات، الموسيقى، والموقف.