قلما امتزجت طبول الحرب مع احساس الموسيقى الكلاسيكية، هذا ما عاشه بعض الموسقيين في بلدان عرفت يوما ما بمهد الحضارات وأصبحت بعدها سجينة لأفكار أو لأشخاص حرّموا الموسيقى أو اعتبروها رجساً من عمل الشيطان.
حروب أدت ببعض الموسيقيين الى التخلي عن الفن أما البعض الآخر فارتأى أن لا حياة له ولا أمل له دون موسيقى.
بين هؤلاء الموسيقار عبود أباظة الذي عزف على كمانه مع كبار الموسيقيين والفنانين على سبيل السيدة فيروز وصباح فخري وغيرهما من عمالقة الفن العربي.
في حديث مع أس بي أس عربي24، قال الفنان عبود إن أصوله شركسية تمتد الى جمهورية أبخازيا، وعن حياته أوضح أنها كانت يوماً ما تتميز بالاستقرار في مسقط رأسه سوريا لكن سرعان ما تغيرت الأوضاع هناك ليصبح عرضة لتهديدات جهات حرمت الموسيقى أو أخرى ابتزته مادياً.

عازف الكمان عبّود أباظة مع فيروز Source: Supplied
لم يكن أمام عبود سوى الرحيل والتخلي عن كل شيء باستثناء آلة الكمان فهي على حد تعبيره الأمن والأمان والحاضر والمستقبل.
اتجه عبود أولا الى دولة الامارات العربية، استقر هناك وعمل كعازف كمان وانتقل الى عدة دول وأحيى مهرجانات موسيقية دولية.
زار عبود خلال جولاته الموسيقية أستراليا التي سحرته بطبيعتها وبتعدديتها الثقافية ونظامها التعليمي ومنذ ذلك الوقت، أصبح حلم العيش بأستراليا يراوده.
بعد زيارته الى أستراليا بسنوات، حصل عبود على تأشيرة العمال المهرة فانتقل وعائلته للعيش بأدلايد، مشيرا أنه ابتدأ حياة جديدة ولجأ الى المعاهد الموسيقية والى الجامعات لكي يتقن علما آخرا واتجاها جديدا للموسيقى الكلاسيكية يختلف بعض الشيئ عن الموسيقى الكلاسيكية الشرقية التي عرف بها في المشرق العربي.
أفاد عبود أنه تعلّم أنماطاً موسيقية جديدة وأنه طوّر لغته الانجليزية بغية الانصهار في المجتمع الأسترالي ولكي يصبح عنصرا فعالا به.
وفي وقت قصير حصل عبود على الماجستير، وتمكن من المزج ما بين النمطين الكلاسيكيين الشرقي والغربي.
تكلّل نجاح عبود بالانخراط الى أوركسترا الموسيقار الهولندي Andre Rieu الذائع الصيت الذي عبر عن اعجابه بأداء عبود أباظة، فمنحه فرصة العزف مع فرقته أعرق وأرقى النغمات الكلاسيكية الأوروبية في دار الأوبرا بسيدني.
ويبقى طموح عبود دون حدود: فهو الآن بصدد تحضير رسالة الدكتوراة وتدوين كتاب يعرّف عن الموسيقى العربية والمزيج بينها وبين الموسيقى الغربية .