بعد توالي حالات الإصابة بفيروس كورونا، خاصة السلالات المستجدة منه، خرجت دعوات لضرورة استخدام سوار الكتروني للعائدين من الخارج والعاملين في نظام الحجر الفندقي على حد سواء.
ودعت مستشارة لمنظمة الصحة العالمية لاستخدام السوار الالكتروني وقالت البروفسورة Marylouise McLaws إن نظاما كهذا سيقوي نظام الحجر الصحي في الفنادق ويسمح للأشخاص القادمين من دول منخفضة الخطر بالعزل في منازلهم.
وأضافت ماكلاوز إن نظام الأساور يمكن أن يقلل خطر خروج كوفيد 19 من الحجر الصحي لأنه يضمن عدم دخول أو خروج أي شخص من غرفته. واقترحت أن يستخدم موظفو الفنادق هذه الأساور للتأكد من أن الموظفين المدربين فقط يدخلون أماكن معينة.
وقالت: "نحن بحاجة لنظام يضمن عدم خروج أي شخص من الغرفة، وإذا ما حصل انتهاك ما يسمح بالتعامل معه في الحال، وليس بعد اكتشاف إصابة عامل نظافة أو موظف ما بفيروس كورونا."
السيد محمد طبيعات عاد إلى أستراليا الأسبوع الماضي ويمضى فترة الحجر الصحي الالزامي في فندق في مدينة ملبورن، وقد أمضى الأسبوع الأول في الحجر وما زال أمامه أسبوع آخر. ويقول في حديث مع SBS Arabic24 إن "الاقتراح جيد لو كان للمنزل، إنما الاقتراح الآن هو للعزل في الفندق، ونحن في سجن أصلا".
وأضاف "أتكلم عن تجربة، وأشعر أنني في مركز للاعتقال، مسجون بكل معنى الكلمة، لا نرى أي إنسان، وأي مخالفة تتحول إلى غرامة بقيمة 20 ألف دولار، غير مسموح لنا أن نخرج من باب الغرفة، يضعون الطعام أمام الباب، ويجب علينا ارتداء الكمامة لكي نمد أيدينا لأخذ الطعام المتروك أمام الباب".
يعتبرونك أنت الجرثومة
وأضاف السيد قائلا "الوضع صارم أصلا، الشرطة موجودة والجيش موجود، وممنوع أن يرسل الأهل إلينا أي شيء نحتاج إليه، نحن في عزلة تامة، هذا جنون".
وقال "فوق الحجر يطالبون بوضع السوار، هذا خارج عن الطبيعي، عن المألوف، يعتبرونك أنت الجرثومة".
ويقول السيد محمد طبيعات إنه خضع للفحص قبل مغادرته لبنان، ثم لفحص آخر في تركيا، وثلاثة فحوص منذ وصوله إلى أستراليا، وجاءت نتيجة كل منها سلبية لغاية الآن.
وقد تم استخدام أنظمة مشابهة في هونغ كونغ، وسنغافورة وبابوا نيو غينيا وأبو ظبي خلال الوباء.
وتقول البروفسور ماكلاوز إن "هذه الأساور مصممة بحيث تحدد موقع الشخص، كما ويمكنها إعطاء معلومات عن ارتفاع ضغط الدم وإذا شعر الشخص بأنه على غير ما يرام".
وانتقد السيد طبيعات مطالبة الحكومات للأشخاص بدفع تكاليف الحجر الفندقي، وقال إن "السلطات هي التي اتخذت قرار إجبار الشخص على البقاء وحجزه، وليس من العدل إجباره على دفع كلفة الفندق".
وأشار إلى أن في معظم دول العالم "يبقى الشخص 3 أيام فقط ومن ثم يصار إلى متابعته بطرق مختلفة".
أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي
ويقول السيد طبيعات إن طريقة تعامل السلطات مع المحجورين في نظام الحجر الصحي في أستراليا لدى عودتهم من الخارج، وبقاءه في الحجر لمدة اسبوعين جعلته يتذكر قصيد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، والتي غناها الفنان اللبناني مرسيل خليفة "أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي".
وقالت البروفسور ماكلاوز، إنه ومع ظهور السلالات البريطانية والجنوب افريقية الشديدة العدوى، سيستمر الفيروس بتشكيل تحديات كبيرة. وذكّرت، بأن إصابة 219 شخصا في نيو ساوث ويلز استغرق 32 يوما لوضعها تحت السيطرة، وقالت إن ذلك سيبدو أمرا سهلا إذا ما قارناه مع خطر انتشار السلالات الجديدة من الفيروس في المجتمع.
لكن خبيرا صحيا استراليا آخر حذر من الاعتماد على التكنولوجيا في التعامل مع الفيروس. فلقد قال البروفسور Archie Clements لبرنامج The Feed على SBS إن هناك خطر من الاعتماد على هذه الحلول التقنية التي تسمح للعائدين من الخارج بالحجر المنزلي. وقال نحتاج لمنشآت مراقبة ومخصصة للحجر، كما ويجب توفير معدات الحماية بشكل كاف والتأكد من أن حراس الأمن مدربون تدريبا عاليا وعليهم تحمل مسؤولية الحجر.
وأضاف يجب وجود مراقبة دقيقة، وامتثال لقوانين الأمن البيولوجي، وإن لم يحصل ذلك، عندئذ يجب على الشرطة أن تتدخل.
استمعوا إلى الحديث كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة