حصلت الباحثة الأسترالية من أصول مصرية الدكتورة زينب خليل على منحة بقيمة 700 ألف دولار من المجلس الأسترالي للأبحاث، دعماً لجهودها الساعية لتركيب دواء جديد يتصدى للطفيليات في أمعاء الخراف والأبقار. وتعمل د. زينب على هذا البحث الثوري مع البروفسور روبرت كابون في معهد العلوم البيولوجية الجزيئية التابع لجامعة كوينزلاند.
وقالت د. زينب في حديث لأس بي أس عربي24 ان عدم توفر أدوية مضادة للطفيليات للماشية تحديداً، يؤثر سلباً على قطاع الانتاج الحيواني في أستراليا: "ليس هناك أي علاجت فعالة للأمراض التي تصيب الأبقار والأغنام على وجه الخصوص."
نقطة الانطلاق لهذا البحث كانت دارسات أجرتها الباحثة المصرية على الميكروبات في براز الخراف، حيث تحوي أمعاء الحيوانات بكتيريا طبيعية ، على نحو يشبه البكتيريا التي تعيش في أمعاء الإنسان. بعد ذلك قامت الفريق البحثي باستخلاص الحمض النووي لهذه الميكروبات لاستكمال التجارب. وأوضحت د. زينب أن الأبحاث المختصة بالميكروبات في أمعاء الحيوان كثيرة كونها منطقة غنية بكمية كبيرة من البكتيريا والفطريات.
"شغوفة بالبحث العلمي منذ الصغر"

Source: The University of Queensland
حصلت الدكتورة زينب على شهادة الثانوية العامة من إحدى مدارس القاهرة في عام 1997، وتخرجت بامتياز وبمجموع علامات مكنها من الالتحاق بكلية الصيدلة في جامعة حلوان حيث حازت على شهادة البكالوريوس في عام 2001 مع مرتبة الشرف.
مدفوعة بشغف للبحوث العلمية في مجال العلوم الدوائية، حصلت د. زينب على شهادة الماجستير في علم الأحياء الدقيقة والمناعة في عام 2008.
وقادتها الأقدار إلى أستراليا عندما حصل زوجها على منحة لدراسة الدكتوراه في كوينزلاند: "تمكنت من الحصول على منحة في جامعة كوينزلاند في عام 2009، أكملت رسالتي في 2013 واختيرت أفضل رسالة علمية في مجال الأبحاث العلمية على المضادات الدوائية."
وتعد جامعة كوينزلاند من الأفضل في أستراليا وتحل في المرتبة الثالثة على قائمة أفضل الجامعات، وتقع في المركز السابع والأربعين على قائمة الجامعات الأفضل في العالم وفق تصنيف QS العالمي.
منحة الدكتوراه نقطة تحول مهمة في حياتي، خاصة أنني زوجة وأم وباحثة في نفس الوقت
ولا تزال د. زينب على رأس عملها في معهد العلوم الحيوية الذرية، وبالتحديد في مختبر شريكها في البحث البروفسور روبرت كابون والذي لعب دوراً هاماً في مسيرة الباحثة الطموحة: "سمح لي بتجربة طرق جديدة وغريبة في مختبره ووفرلي كل الإمكانيات التي ساعدتني على التقدم بالعمل."
ومنذ نعومة أظفارها، أظهرت د. زينب اهتماماً كبيراً بالأبحاث العلمية وتحديداً في مجال تطوير الأدوية الساعية لوضع حد لمعاناة الأشخاص مع أمراض لم يتوصل العلم بعد لأدوية لها. ويمتد نطاق الأبحاث التي تعمل عليها ليشمل المضادات الحيوية ومضادات الفطريات.
"الإنتاجية هي المعيار"
كوينزلاند والتي يُطلق عليها اسم "ولاية الشمس الساطعة" كانت الوطن الجديد الذي اختارته الدكتورة زينب وزوجها بعيداً عن وطنهما الأم، وبعد أكثر من عقد من الزمان، لا تزال تشعر بدفء المجتمع المحلي وترحيبه: "لم أشعر بأي تمييز لأنني أرتدي الحجاب. أنا سعيدة سعيدة بالعيش في مجتمع متحضر يتقبل الرأي والرأي الآخر ويقوم على تكافؤ الفرص بين جميع الناس بغض النظر عن الشكل أو اللون أو الديانة."
كفاءتي وإنتاجيتي تحدد قيمتي في المجتمع أما المعتقدات الدينية فهي أمر يخصني
عملها في الحقل العلمي ساهم بشكل أو بآخر في كسر الصورة النمطية عن المرأة العربية في الغرب، فالدكتورة زينب اليوم تتقدم في المجتمع العلمي بخطوات ثابتة: "أعتقد أنه هنالك صورة نمطية خاطئة عن المرأة المحجبة عالقة في أذهان البعض بأنها غير متعلمة أو تلازم البيت دائماً، من وجهة نظري هذه الفكرة خاطئة تماماً."
استمعوا إلى المقابلة مع الباحثة الدكتورة زينب خليل في التدوين الصوتي.