في عام 2020، لم تكن الدراسة فقط عن بعد، لكن التخرج أيضا. الاحتفالية التي ينتظرها الآباء أكثر من الأبناء لرؤية أولادهم أمامهم وهم ينهون مرحلة ليبدأوا صفحة جديدة، كانت مختلفة هذا العام.
تابع الآباء بفخر ولكنه معموس بغصة، أبنائهم عبر الشاشة الصغيرة أو الهواتف المحمولة وهم يتخرجون، فالعام هو عام التباعد الاجتماعي الذي فرضه تفشي فيروس كورونا على الجميع.
السيدة فيروز طوق هواش احتفلت بتخرج توأمها، الابنة Karen والأبن Kevin، من الصف الثاني عشر بالمعهد الماروني للعائلة المقدسة. هذا العام احتفال طلاب الصف الثاني عشر كان مختلفا، فالأهل والمعلمين غابوا عن القاعات واقتصرت مشاركتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت هواش إن التخرج من الصف الثاني عشر أكثر من مجرد إنجاز أكاديمي، فهو نقطة تحول من المراهقة إلى النضوج والمسؤولية. لم يكن هذا هو احتفال فيروز هواش الوحيد عن بعد خلال هدا العام، فقد شهدت تخرج ولدين آخرين من الجامعة، واحد في مجال هندسة المعلومات والآخر في المحاماة.
وقالت: "ثلاث غصات هذه السنة ولكن الفرحة موجودة". وأضافت إن "الشعور بالفخر والفرح امتزج بالغصة والدمعة"،
واستعدت العائلة للتخرج، حيث أخذوا الأولاد إلى المدرسة، ثم عادوا إلى المنزل للاحتفال بهم عبر الإنترنت، وتقول هواش "في البداية شعرنا بالحزن والتأفف ولكن بعد قليل تقبلنا الأمر وحاولنا الإحساس بالسعادة قدر الإمكان والاحتفال بإنجاز الأولاد."
وقالت فيروز "كنا ننتظر التلفظ بأسمائهم فنفرح ونبكي في آن معا، وابنتي حصلت على أكثر من شهادة تقدير، كنا نبكي فخرا واعتزازا كلما سمعنا اسمها، ونصفق ونفرح"
واضافت "كأهل شعرنا بحرقة في داخلنا، لأننا لم نكن معهم في هذه اللحظات، جميل جدا ان نرافقهم في هذه المناسبة التي تشكل مرحلة مفصلية ونقطة تحول ما بين المرحلة الثانوية والدراسة الجامعية، ربما لا يكمل أحد الطلاب دراستهم في الجامعة لذلك ينبغي الاحتفاء بالتخرج من المرحلة الثانوية".
هذا التخرج ليس ثمرة جهد الأولاد فقط ولكن للآباء نصيب منه أيضا: "الأمهات والآباء يسيرون خطوة خطوة، يرافقون أبناءهم وهم منتظرين هذه المرحلة، والآن لا بد وأن نشكر الله اننا وصلنا إلى هنا والأولاد حققوا أهدافهم وحققوا هذا الإنجاز".
ولكن ربما لم تكن جميع دروس كورونا هذا العام سلبية، فقد تعلمت منها السيدة هواش وأسرتها الكثير، حيث قالت إنها أدركت أن أهم شيء لدينا هو الصحة وأن "لمّة العائلة" لا تعوض.






