عاد شبح الحرب الباردة إلى الواجهة بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سينسحب من معاهدة الحد من الأسلحة النووية الموقّعة بين بلاده وروسيا والتي تنص على التخلص من الصواريخ النووية التي يتراوح مداها بين 500 كلم و5000 كيلومتر.
سبب هذه الخطوة، كما يقول ترامب، أن الجانب الروسي انتهك هذه المعاهدة الموقعة في العام 1987 بين الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف. وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اتهم موسكو في العام 2014 بخرق هذه المعاهدة بإطلاقها صاروخاً مبرمجاً، لكن أوباما لم يهدد بالانسحاب من المعاهدة.
ويُجري مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتن محادثات حالياً في موسكو حول هذه القضية، وسط إشارات صدرت عن روسيا قبل ساعات ومفادها أن الأخيرة مستعدة للإصغاء للمخاوف الأميركية من المعاهدة النووية. وسبق لروسيا أن حذّرت الإدارة الأميركية من الانسحاب من الاتفاق لأن تداعيات مثل هذه الخطوة ستكون خطيرة جداً.
وعلى رغم مضي أكثر من ثلاثين عاماً على هذه المعاهدة، يُقدر حجم الترسانة النووية الأميركية حالياً بـ 6550 رأساً نووياً، بينها 1350 رأساً في حالة الجهوزية، مقابل 6850 رأساً نووياً روسياً، بينها 1440 في حالة الجهوزية.
هناك حالياً تسع دول تمتلك السلاح النووي، وهي الدول العظمى الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن: الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى الهند وباكستان. والدولة الثامنة التي لا تقر بامتلاكها أسلحة نووية هي اسرائيل، فيما البلد التاسع هو كوريا الشمالية التي من المقرر أن تفكك برنامجها النووي قريباً.
واليوم هناك تساؤلات عن أسباب عدم حظر السلاح النووي أسوة بأسلحة الدمار الشامل الأخرى من كيمائية وبيولوجية وجرثومية المحظورة بموجب عدة اتفاقات دولية أولها بروتوكول جنيف الموقع في العام 1925 وآخرها معاهدة الأسلحة الكيميائية الموقعة من قبل 130 بلداً في العام 1993.
المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مع الصحافي والكاتب جوني عبو.