حض الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي على تقديم روسيا للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب. وقال إنها يجب أن تخضع لمحاكمة جنائية دولية كتلك التي عقدت في نورمبرغ في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وعدد في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي قائمة من الفظائع التي يقول إن القوات الروسية ارتكبتها خلال غزوها لبلاده مشددا على القول إنه "لا توجد جريمة لم يتركبها (الروس)" في مدينة بوتشا.
وتنفي روسيا ارتكاب هذه الفظائع قائلة إن الأدلة عليها مفبركة.
وأضاف زيلنسكي خلال كلمة توجه بها لمجلس الأمن بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "نحن الآن بحاجة إلى قرارات لمجلس الأمن من أجل السلام في أوكرانيا. إذا كنتم لا تعرفون كيف تتخذون هذا القرار فيمكنكم القيام بأمرين: "فإما أن تستبعدوا روسيا باعتبارها بلدا معتديا ومبادرا للحرب حتى لا تعرقل القرارات المتعلقة بعدوانها. ثم نبذل كل ما في وسعنا لتحقيق السلام، وإما إذا لم يكن هناك بديل أو خيار، سيكون الخيار التالي هو أن تَحِّلَ الهيئةُ نفسَها".
وفي حديث مع SBS Arabic24 قال الدكتور إبراهيم قعدان، العضو السابق في مؤسسة سيدني للسلام في جامعة سيدني، ونائب رئيس مركز كمبوديا للوساطات إن دعوة زيلينسكي هي مجرد دعوة عاطفية.
"الدعوة غير واقعية، فروسيا لديها حق الفيتو وأي قرار يتخذه مجلس الأمن لن ينجح إذا لم توافق عليه دولة لديها حق الفيتو. ومجلس الأمن لن يحل نفسه. الأمم المتحدة تتحكم بها بعض القوى ولن يحصل أي تحديث عليها طالما تواجدت تلك القوى".
وأضاف: "الأمم المتحدة عاجزة والرئيس الأوكراني يعرف ذلك لكنه يحاول ان يبرهن لشعبه أنه يقوم بكل ما يستطيع، ويوصل ما يفكر فيه شعبه، لكنه يعرف أن هذا الشيء غير واقعي ولن يحصل".
"والامر الثاني هو أن الولايات المتحدة وأوروبا لا تستطيع التدخل مع دولة لديها أسلحة نووية لأنها قد تؤدي إلى حرب عالمية نووية، وليس من مصلحة أحد حدوث ذلك".
واعتبر الدكتور قعدان أن ليس هناك نزاع لا يوجد له حل "لكن ذلك يعتمد على قدرة الأطراف على الجلوس معا والتفاوض على حلول مقبولة للجميع".
وأضاف: "المشكلة في الحرب الروسية الأوكرانية هي أنه يوجد صراع مصالح، وليس بين روسيا وأوكرانيا فحسب، لكن بين روسيا والغرب وبالأخص مع الحلف الأطلسي".
"نعرف أن وراء هذه الشرارة التي أشعلت الحرب نية أوكرانيا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي، الأمر الذي رفضته روسيا لأنها وجدت أن هناك تهديد لمصالحها القومية والاستراتيجية".
ويقول الدكتور ابراهيم قعدان إن الحل يكمن في تفعيل المفاوضات التي تجري برعاية تركية ويمكن أن ينتج عنها تعهد أوكرانيا بالبقاء على الحياد على غرار النمسا والسويد وفنلندا، وأن تعيد روسيا بعض الأراضي التي احتلتها أو تساعد في ترميمها.