يلاحظ المتابع للمباحثات في الكونغرس حول تمويل الجدار على الحدود الأمريكية-المكسيكية أن رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي لم تبد أي إشارات على إمكانية الرضوخ لرغبة الرئيس ترامب وذلك لأسباب عدة أهمها العامل الأخلاقي حيث اعتبرت في تصريحاتها مراراً أن الجدار غير اخلاقي بالإضافة الى كون قاعدتها الانتخابية العريضة والتي اوصلتها لرئاسة مجلس النواب لا تريد منها ان تتنازل عن موقفها. وقال مراسلنا في واشنطن محمد العلمي أن ترامب بدأ يلوح باحتمالية فرض حالة الطوارئ حتى يتمكن من تجاوز الكونغرس ليصل الى الاعتمادات المالية لوزارة الدفاع وبالتالي تمويل الجدار.
جدير بالذكر أن قانوناً سُنّ في السبعينيات أعطى الرئيس حق فرض حالة الطوارئ للتعامل مع الكوارث الطبيعية ولكن ترامب يرغب بفرضها لتمرير تمويل الجدار مما سيفتح الباب أمام دعاوى قضائية لن تتردد منظمات معنية بالشأن العام في رفعها بحق الرئيس.
وعلى الرغم من أن بناء الجدار كان أحد أهم الوعود الانتخابية التي قدمها الرئيس ترامب أثناء حملته إلا أن العلمي يقول أن الوعد تضمن في ذلك الوقت أن تقوم المكسيك بتحمل نفقة بناء الجدار وهو ما رفضته الأخيرة.
ما هو الإغلاق الحكومي؟
حسب النظام الأمريكي فإن إقرار الميزانية من مهام الكونغرس وبالتالي فانه يترتب على السلطة التنفيذية العمل ضمن أطرها وفي حال وقع خلاف حول الميزانية ولم تقر في موعدها، لا تتمكن الحكومة من الحصول على الأموال اللازمة لتتابع أعمالها وتدخل في حالة إغلاق جزئي سيصبح لهذه المرة الأطول في تاريخ الولايات المتحدة في حال استمر ليوم السبت المقبل.
ويقول العلمي أن المتأثرين بالإغلاق هم الموظفون الفدراليون الذين ينقسمون إلى قسمين: أساسي كموظفي مكتب التحقيقات الفدرالي وخفر السواحل والملاحة الجوية والذين يضطرون للعمل دون رواتب وبالمقابل هناك موظفين غير أساسيين يُجبرون على أخذ إجازات غير مدفوعة الأجر.
وبينما جرت العادة أن تتم الموافقة على مشروع قانون لدفع رواتب هؤلاء بشكل رجعي فإن المتعاقدين مع الحكومة لن يحصلوا على أي تعويض لقاء الخدمات التي يقدمونها للحكومة أثناء فترى الإغلاق.
بإمكانكم الاستماع للتسجيل الصوتي مع مراسلنا محمد العلمي المرفق أعلاه.