وطء الاقفال وفرض المرحلة الرابعة من القيود في ولاية فيكتوريا كان قاسياً على جميع المصالح التجارية غير أن قطاع المطاعم تكبّد خسائر كبيرة خصوصاً تلك التي لا تعتمد فقط على خدمة الطعام بل على تقديم البرامج الترفيهية مثل الحفلات الغنائية والموسيقية.
مطعم بغداد في ملبورن هو مثال على المعاناة التي تعيشها هذه المصالح، فهو منذ بدء الأزمة أبقى على أبوابه مفتوحة لخدمة توصيل الطعام والطلبات الخارجية فقط غير أن ذلك لا يعود عليه بأي أرباح، بل إنه يتكبد الكثير من الخسائر جراء ذلك.
صاحب المطعم بسام بولس تحدث لأس بي أس عربي 24 عن الظروف الصعبة التي يمر بها: "وضعنا يشبه حالة جميع المطاعم في ملبورن خاصة أن مطعمنا يعتمد بشكل رئيسي على برامج الغناء والترفيه والاحتفال بالمناسبات ولا نعتمد على مجرّد الوجبات السريعة وهذا يعني أن العائدات اليوم هي أقل من 2% ربما وقد لا يتجاوز الـ5% في أحسن الأحوال".
يصر بولس على الإبقاء على مطعمه مفتوحاً خوفاً من خسارة زبائنه في المستقبل: "كل عملنا اليوم هو خسارة بخسارة. لكن فتح المطعم بالنسبة لنا هو لمجرّد ابقاء اسمنا موجود لكي لا يظن الناس أننا أقفلنا".

Source: Supplied
هذا وكانت الحكومة الفيدرالية خصصت حزمة من المساعدات للمصالح التجارية التي تراجعت أرباحها ومنها المطاعم. وفي هذا الإطار عبّر بسام عن امتنانه لما تقوم به الدولة الأسترالية: "جهود الدولة مشكورة طبعاً فهي على الأقل تقدم المساعدات لنا بينما هناك دول أخرى لا تقوم بأي شيء لدعم مواطنيها".
غير أنه في نفس الوقت اعترف أن المبالغ التي حصل عليها غير كافية: "الحقيقة أن مبلغ ال10 آلاف دولار الذي تلقيناه لا يكفي مصاريف أسبوعين. لقد مضى أكثر من أربعة أشهر ونحن على هذه الحال ولا يزال أمامنا ربما ثلاثة أشهر أو أكثر ... لا نعلم كم ستطيل هذه الأزمة". كما عبّر عن ترحيبه بأي مساعدات إضافية: "إذا كان بمقدور الدولة تقديم مساعدات أكثر نحن طبعاً نرحب بذلك فالسلطات تعرف جيداً أن مبلغ 5000 آلاف دولار لا يقوم بسداد حتى أسبوع من مصاريف المطعم".
ويعتبر بسام أن المشكلة في المطاعم التي تعتمد على البرامج الترفيهية والحفلات هي أن الطعام لا يعود بأي أرباح بالنسبة لها: "مثلاً هناك الكثير من الربح الذي كنا نجنيه من المشروبات وهذا الأمر توقف في الظروف الحالية فمن يطلب الطعام لا يطلب مشروباً معه. أيضاً الأرباح من الحجوزات والأمسيات وبطاقات الحفلات كلها توقفت".

Source: Supplied
تجدر الإشارة إلى أنه قبل بدء الموجة الثانية في فيكتوريا كان هناك أمل كبير بعودة الحياة لطبيعتها في الولاية لدى كثيرين ومنهم بسام:"يمكن القول أن الحياة عادت إلى طبيعتها بنسبة 80% لمدة أسبوعين تقريباً بالرغم من أن العدد الذي كنا نستقبله في المطعم خلال هذه الفترة كان محدوداً جدا لا يتعدى الخمسين شخصاً وكنا نأمل بعودة كل شيء إلى حاله مع حلول آب/ أغسطس ولكننا لم نكن ندري أننا سنواجه موجة ثانية من هذا الفيروس".
أما عن الأمل بتعويض الخسارة مع انتهاء الأزمة، فيقول بولس: "نطلب من الله أن تنتهي الأزمة لأن هذا أهم من المادة ومن المصالح. الخسارة الأكبر التي لا يمكن تعويضها تكون إذا خسر الانسان حياته أو قريبه أو صديقه. الخسارة المادية أولا وأخيراً يمكن تعويضها لأننا نعيش في بلد خير مثل أستراليا. الخسارة المادية لا شيء قياساً بقيمة الانسان وقيمة البشر".

Source: Supplied