في لقائها مع أس بي أس عربي، تشير المتخصصة في التربية والتعليم في سيدني الأستاذة تهاني الحصري إلى الفرق بين التربية والرعاية في التعامل مع الأبناء؛ فالتربية هي كيفية القيادة الإيجابية أخلاقيًا وسلوكيًا ضمن بيئة صحية مبنية على القيم بوجود الأهل وعدم وجودهم، بينما الرعاية تعني تأمين السكن والغذاء وملبس ومدارس الحياة الكريمة.
وتُنبه الأستاذة تهاني الحصري، أنه من الضروري للوالدين أن يكونا قدوة عند تربية أطفالهم بالتوجيه غير المباشر، فيكتسب الأبناء التعامل مع الآخرين بطريقة سليمة ما يؤثر إيجابًا في تكوين شخصيّة الأبناء. وتضيف أنه بعد ذلك، تبدأ مرحلة مهمّة تمتدّ من سنّ السادسة حتى الثانية عشرة، حيث يحتاج الأبناء إلى رؤية اهتمام الوالدين ببعضهما وإظهار الود بينهما أمام الأبناء؛ فهذا يبني شخصية سوية حين يرى الطفل حنان الأب والأم ببعضهما البعض ما يشعره بالأمان والاطمئنان، وتنصح الأستاذة الحصري أن يمدح الأب الأم بغياب الأم والعكس صحيح، فهذا يبني أيضا حالة الامتنان عند الشريكين ما ينعكس إيجابا على شخصية الطفل عند تكوينه.
وتؤكد الحصري أثر معاملة الوالدين في سلوك أطفالهم وتصرّفاتهم بشكل كبير، إذ ترى أنّ المعاملة الحسنة تعمل على تكوين شخصية طبيعية وسوية، أمّا المعاملة القاسية فتؤدّي إلى بروز المشكلات النفسيّة والعدوانية، كما وتقلّل من استجابته توجيهات الطفل لأبيه الذي يرفض سلطته.
وتتنصح السيدة الحصري في حال ظهور أي مشكلة ضرورة التوجه لطبيب العائلة واستشارته، ليتم من طرفه التوجيه للجهة المتخصصة، مع عدم تغيير طبيب العائلة بشكل متكرر لإن البقاء مع طبيب متخصص واحد للعائلة يجعله يُكّون تاريخًا واضحًا ومحددًا عن العائلة، وبناء عليه يستطيع تحديد المشكلة وكيفية حلها.
الأستاذة تهاني الحصري المتخصصة بالتربية والتعليم
فيما حدد متخصصون تربويون العوامل التالية التي قد تساهم في تحسين العلاقة بين الوالدين والأبناء منها:
1. اقتناص الوقت للتفاعل: عبر استغلال فرصة التحدث والاستماع على طاولة الغداء أو العشاء وتبادل الأفكار والفضفضة
2. إظهار التفهم واحترام الرأي: فعلى الوالدين إظهار حسن الاستماع والتفهم بصبر لما يقوله الأبناء دون انفعال لكسب ثقة الطفل ومن ثم يمكن توجيهه.
3. استغلال عطلة نهاية الأسبوع لتجمع العائلة: فعبر هذه المناسبات تكسر الحواجز وتبنى الألفة مع أفراد العائلة الصغيرة والكبيرة وتتشكل الخبرات ضمن حدود يمكن العائلة من السيطرة عليها.
4. الاهتمام بالنجاحات: الاحتفال وتعزيز النجاحات التي يحققها الأبناء وتحفيزهم لتحقيق المزيد من النجاحات.
5. بناء الثقة: يجب على الآباء بناء ومنح الثقة بقدرات الأبناء للقيام بمهام عدة واتخاذ القرارات الصحيحة.
6. منح الحب والتقدير: يجب على الآباء منح وإظهار حبهم وتقديرهم لأبنائهم دائمًا بطرق مختلفة سواء بالكلمات اللطيفة أو الأفعال الإيجابية.
استمعوا لتفاصيل أكثر عن كيف نخلق أبناء ناجحين مع المتخصصة في شؤون التربية والتعليم في سيدني الأستاذة تهاني الحصري، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.






