الفيجيميت سينضم إلى أكثر من 80 أكلة من حول العالم في متحف الأطعمة المقرفة في مالمو في السويد. طبعا مفهوم القرف نفسه متنازع عليه، هذا الأمر يقره مؤسس المتحف والذي يصف نفسه كعالم قرف أو "Discustologist". المتحف يقول إن القرف من الطعام أحد الأحاسيس العالمية اللي طورها الإنسان لحماية نفسه من أكل أشياء تمرضه أو تأذيه، لكن مع تطور الحضارة انتقل من أنه شعور من أجل النجاة إلى أنه ذوق، أي أن الإنسان أصبح يشعر بالقرف من أطعمة آمنة تماما.
الأطعمة التي يضمها المتحف هي بالتعريف طعام، بمعنى أنها ولو كانت غير معتادة سواء المواد المستخدمة أو طعمها إلا أن هناك مجموعة من البشر يأكلونها، فهي أطعمة حولها انقسام أكثر منها مقرفة.
تاريخ مختصر للVegemite
مثل الكثير من الأطعمة الأسترالية، والثقافة الأسترالية ككل، تطور الVegemite مرتبط بالحربين العالميتين الأولى والثانية. ابتكره عالم تركيب الأطعمة Cyril Percy Callister من ملبورن عام 1922. وقتها كانت شحنات الMarmite البريطاني لأستراليا بدأت تتوقف بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرة أي قرابة عام 1919.
وبالفعل لو قارنت الفيجيميت والمارميت ستجد التشابه في الأسم والعبوة ولون العلامة التجارية بالإضافة إلى التشابه في القوام بمعنى أن كل منهم متماسك لكنه قابل للدهن بسهولة على الخبز. المنتجان لهما لون داكن وطعم مالح، ويتم تصنيعهم من مخلفات الشعير المستخدم لإنتاج البيرة.
كاستيلر لم يتمكن من إعادة انتاج المارمايت بسبب أن وصفة إعداده كانت غير معروفة، لكنه بدأ في عمل الفيجيميت بتصور ما عن المارمايت لينتج لنا شيئا جديدا كليا من العدم.
المنتج الجديد لم يحقق نجاح كبير منذ طرحه عام 1923 خاصة أنه كان يواجه منافسة كبيرة مع عودة المارمايت للأسواق الاسترالية. عام 1939 قالت جمعية الأطباء البريطانية إن الفيجمايت ملئ بالمواد الغذائية ومصدر هائل لفيتامين B ما مثل قفزة هائلة في مبيعات المنتج.
تحول الفيجيمايت إلى أكلة وطنية في أستراليا مع الحرب العالمية الثانية، عندما بدأت الحكومة الأسترالية في توزيعه على جنودها خلال الحرب كجزء من حصص الغذاء، ولأن طعمه فريد للغاية وغير موجود إلا في استراليا، شكل للجنود أكل من رائحة الوطن. وبدأ الفيجيميت يكتسب تلك الصورة، أنه الطعام الذي يذكرك بالوطن الأم. بحلول نهاية الأربعينيات كان الفيجمايت موجود في تسعة من كل عشرة بيوت في أستراليا.
ربما لذلك سعت الشركة المالكة للمنتج إلى جعله مناسب للجميع وبالفعل حصلت على شهادات من الأجهزة المختصة أن الفيجيمايت حلال وكوشر، ويناسب كل الموجودين في أستراليا.
استمع للتقرير عن الVegemite في الرابط الصوتي أعلاه